منتديات الجامع  

للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب




فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| طبيبة الأسرة

العودة   منتديات الجامع > القسم العام > قسم المجتمع والعلاقات الإنسانية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2022-04-29, 05:15 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,188
افتراضي حُسن الختام في وداع الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( حُسن الختام في وداع الصيام ))

لكلِّ شيءٍ إذا ما تَمَّ نقصانٌ، ولكل خيرٍ إذا ما عمَّ إنسانٌ، ولكل وقت إذا ما مضى حُسبانٌ، ولكل طاعةٍ إذا ما انقضت حكمةٌ وبيانٌ!


الدقائق تمرُّ، والساعات تكرُّ، والليالي تتعاقبُ، الأيام تتسارَعُ، وكأن ما بين رؤية هلال رمضان ورؤية هلال العيد إلا عشية أو ضحاها، وصدق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى َتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَة، والسعفة هي الْخُوصَةُ؛ رواه أبو هريرة.


قال النووي: الْمُرَاد بِقِصَرِهِ عَدَم الْبَرَكَة فِيهِ، وَأَنَّ الْيَوْم مَثَلًا يَصِير الانْتِفَاع بِهِ بِقَدْرِ الانْتِفَاع بِالسَّاعَةِ الْوَاحِدَة.


وقال الحافظ: وَالْحَقُّ أَنَّ الْمُرَاد نَزْع الْبَرَكَة مِنْ كُلِّ شَيْء حَتَّى مِنْ الزَّمَان، وَذَلِكَ مِنْ عَلامَات قُرْب السَّاعَة، وهكذا فإنَّ كلَّ شيءٍ إلى فوات، وكلَّ جمْعٍ إلى شتات، وكلَّ حَيٍّ إلى مَوات، وأنَّ الله - عز وجل - يجمعُ الناس كلَّ الناس ليومٍ لا ريبَ فيه: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 9].
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائقٌ وثوانِ
فارفَع لنفسك بعد موتك ذكرَها
فالذكرُ للإنسان عمرٌ ثانِ


فيا مَن أدركتم رمضانَ، هل أدَّيْتُم حقَّه؟ هل صُمْتُم إيمانًا واحْتسابًا؟ هل قُمْتُم إيمانًا واحتسابًا؟ هل عِشْتُم ليلَةَ القَدْر كما ينبغي؟ هل استثمرتم أوقاتكم؟! هل أخلصتُم لتنالوا البركة والمغفرة والسعادة والأجر العظيم؟!


تفكَّروا في سرعة مرور الليالي والأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، واعلَموا أن بمرورها تنقص أعمارُكم، وتُطوى صحائفكم، وترفع أعمالُكم، وتقتربون من آخرتكم، وتُقبلون على ربكم، فبادروا بالتوبة والأعمال الصالحة، قبل انقضاء الفرص السانحة، والأوقات المربحة والأعمال الفالحة.


رمضان سوق نُصب ثم انفضَّ، كسب فيه البكاؤون من خشية الله، الصائمون ابتغاء مرضات الله، الذين جعلوا أيديهم ممرًّا لعطاء الله، الذين بلغوا تقوى الله!


وخسِر فيه الغافلون المهملون، هؤلاء لم يأخذوا من الإسلام إلا اسمَه، ولا من الإيمان إلا رسمه، فهم قد وقفوا عند مرتبة الإسلام ولم يتجاوزها بعد إلى مرتبة الإيمان.


فطوبَى لشابٍّ نشأ في عبادة ربِّه طاعة لله، وطوبَى لرجلٍ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه، وطوبَى لفتاة أُمِرَتْ بالحجاب، فقالتْ: لبَّيك يا الله، وطوبَى لامْرأة أطاعتْ زوجَها، وصامتْ شهرَها، وصلَّتْ خمْسَها حُبًّا في الله، وطُوبَى لِمَن أطْعمَ أفواهًا، وكسا أجسادًا، ورَحِمَ أيتامًا، ووَصَلَ أرحامًا، ونَصَرَ مظلومًا!



طوبي للذين صبروا على الطاعة، صبَروا على العبادة، صبروا على الصيام، صبروا على القيام، صبروا على تلاوة القرآن، لا صبر الاستسلام، إنما صبرُ الاستعلاء، لا صبر القعود، إنما صبرُ النهوض، لا صبر الخمول والكسل، إنما صبرُ النشاط والعمل: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]؛ أي: يغرفُ لهم من الحسنات غرْفًا.


ضيفٌ كريمٌ لا يزورنا إلا مرة كلَّ عام، يوشك أن يرحلَ، من الناس مَن أحسنَ وِفادته، ومِن الناس مَن أكرمَ زيارته، ومِن الناس مَن أجملَ ضيافته، ومِن الناس مَن أحسَن صيامَه وقيامَه، ومن الناس مَن رحلَ عنه رمضانُ وهو يَحملُ له أسوءَ الذكريات.


يوشكُ رمضان على الانتهاء، فمن كان يعبدُ رمضان، فإنَّ رمضان يكاد ينتهي، ومَن كانَ يعبدُ الله، فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموت: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96].


رمضان يكاد ينتهي وهو يُسبغ علينا من نفحاته، ويُسدي علينا من رحماته، ويَغمرنا بشفاعته وحكمته وبيانه!


الصوم من أجْل بلوغ التقوى، "لعلكم تتقون"، والتقوى أن يجدك الله حيث أمرَك ولا يجدك حيث نهاك، التقوى أن تجعل بينك وبين النار ستار بطاعة الله لا بمعصيته، بشكر الله لا بكفره، بالإخلاص لله لا بشركه، رمضان يكاد ينتهي وهو يُعلن فينا أن تقوى الله هي خير لباس: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26]، رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ ميراثٍ: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].


رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ زادٍ: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].


رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ وصيةٍ: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].


رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ تركةٍ تتركها لأولادك وأحفادك مِن بعدك: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].


إنَّ هذا الشهر الكريم يُعلن فينا أنه لا قيمةَ إلا بالإيمان، ولا نجاة إلا بالتقوى، ولا فوزَ إلا بالطاعة، ولا يَنال الدرجات العُلا إلا رجلٌ مُجاهِد ينصرُ العقيدةَ، ويَحْمي الحقَّ، ويجابه الباطلَ، إذا قُرِئ عليه القرآن يستمع، وإذا نُودِي بالإيمان فإنه يُلبِّي: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 51].


يوشكُ رمضان على الانتهاء، وهو يُعلِّمنا أنَّ القلبَ المعمور بالإيمان، المنساق إلى الحقِّ، المنطلق إلى الصواب - لا يخرجُ منه إلا ما ينفعُ البلاد والعبادَ، لا يخرجُ منه إلا ما يُعبِّدُ الطريق إلى الله، لا يخرج منه إلا ما يراعي العهود.


فرصة لك أيها الحبيب اغتنِم ما بقِي من ساعات رمضان، فأحسِن ختامه بتجديد وضعك مع الله، اختمه بنفسٍ طيبة، ووجهٍ مشرق، وقلبٍ حيٍّ وهِمةٍ عالية، وعزيمة ماضية، على أن ما بقِي فرصة للعمل الصالح تنجح فيها بإذن الله، وتبلغ تقواه ورضاه.


ودِّعوا شهرَكم بالأعمال الصالحة، والأوقات الرابحة، وتفقدوا أحوال الفقراء والمساكين، وأعطوا الأرامل واليتامى والمحتاجين، أغنُوهم عن السؤال ومدِّ اليد في هذه الأيام المباركة، سدُّوا عِوَزَهم، وأطعموا جائعهم، وفكُّوا أسيرهم، واكسُوا عاريهم، وآتوهم من مال الله الذي آتاكم، فالمال أمانة عندكم، فأروا الله من أنفسكم خيرًا في مثل هذه الأيام.


السعيد من أنفَق ماله في الطاعات والقربات، والشقي مَن صرَفه في الهوى والملذات والشهوات، واعلموا أن المسلم أخو المسلم، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، قال صلى الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطُفهم، مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"؛ متفق عليه.


بالأمس القريب كنا ننتظر بكل الحب والشوق حلولَ ضيف عظيم، وغائب منتظر، كنا نستقبل شهر رمضان المبارك الذي يحمل بين طيَّاته الرحمة والمغفرة والعتق من النار، كم فرِح المسلمون في أصقاع الأرض على اختلاف لغاتهم وأجناسهم بتلك المنحة الربانية، والرحمة الإلهية، والهبة الربانية التي يُجزِلُ بها سبحانه من الأجر بما هو أهلٌ له.

ها أنتم تودِّعون شهر الرحمة والخير والبركة بكل الحزن والأسى، فوالله ما عرَف المسلمون اجتماعًا ولا تآخيًا ولا إحسانًا ولا تجانسًا ولا تعاطفًا كما هو الحال في شهر رمضان، وما عرفوا للعبادة لذة، وما تذوقوا للطاعة طعمًا، كما في شهر الصلاة والقيام، شهر البر وصلة الأرحام، شهر القرآن والاحسان، شهر رمضان.


ها أنتم تودِّعون شهر رمضان مرتحلًا عنكم بأفعالكم واعمالكم وأقوالكم، فهو شاهدٌ لكم أو عليكم، فهنيئًا لمن كان هذا الشهر شاهدًا له، وويلٌ لمن كان شهر رمضان خَصمه وعدوه، والحسرة والندامة لمن كان رمضان شاهدًا عليه.


الخسارة التي لا تعدلها خسارة أن يوفِّق العبد لإدراك مواسم العطاء، ثم يخرج منها صفرَ اليدين، خالي الوفاض، العار والشنار لمن يستقبله بالطاعة، ثم ينقلب على عقبَيه ويودِّعه بالمعصية: ﴿ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، بل إنك تجد من المسلمين مَن خرَج عنه شهر رمضان وحمله أوزارًا وآثامًا ثقالًا تنوء بحمْلها الجبال الراسيات، حملها بظلمه وجهله، حمَلها بجحوده وعناده، بغفلته وإهماله، يشاهد المسلسلات الهابطة والأفلام الخليعة، وعقَّ والديه وعاش بالكذب والنفاق، وآذى المسلمين في بيوتهم وأموالهم!


أما الذين يودعون رمضان ذاكرين شاكرين مخبتين، صائمين قائمين قانتين، تائبين منيبين، ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]، فهم في كنفِ الله ورحمته وحفظه ورعايته: "احفَظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك"؛ صحيح البخاري.


الذين يودِّعون رمضان بالتعاون على البرِّ والتقوى، يجمعون الزكوات، ويوزِّعونها على الفقراء والمساكين، يُقيمون تكافلًا لأفْراد المجتمع غير القادرين، فيمثِّلون حَلَقة الوصْل بيْن الأغنياء والفقراء، إنَّهم يَبْغون الأجْرَ من الله، يَعتزون بإسلامهم، ويفرحون بطاعة ربِّهم، فيرفع الله أعمالَهم، ويصعد إلى الله كَلمُهم: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [فاطر: 10].


الذين يودِّعون رمضان واصلين أرحامهم باذلين أموالهم، فرحين بعطاء الله لهم، هؤلاء فقط يقبضون جوائزهم يوم الفطر: (إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطريق، فنادَوا: اغدوا - يا معشر المسلمين - إلى ربٍّ كريم، يَمُن بالخير ثم يُثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتُم بقيام الليل فقمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصمتُم، وأطعتم ربَّكم، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلَّوْا نادى منادٍ: ألا إن ربَّكم قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة"؛ رواه الطبراني في الكبير.


الذين يودِّعون رمضان مكمِّلين العدةَ، مكبرين لله شاكرين لعطاياه، هم مَن يدخلون من باب الريان إلى جنة الخلد والفردوس الأعلى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].


الذين يودِّعون شهر الصيام على منهج الله، متبعين لرسول الله، ليِّنين في طاعة الله، لا يتوجَّهون الا الله ولا يتوكلون إلا على الله ولا يستعينون إلا بالله، فهم الذين يتولاهم الله ويُجزل لهم العطاء، ويفتح لهم أبواب السماء ويرفع عنهم البلاء والشقاء، ويُفرحهم يوم اللقاء: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].


الذين يودِّعون شهر الصيام فيحسنون ختامَه بالدعاء، يرفعون أكفَّ الضراعة إلى خالقهم، ويطلبون حوائجهم من رازقهم، ولا يسألون إلا ربَّهم، فهم عباده وهو قريب منهم يُجيبهم ويُرشدهم: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].


الذين يودِّعون شهر الصيام وهم يحسنون الختام بتحرِّي ليلة القدر، يصومون نهاره ويقومون ليله ابتغاءَ رضوان الله، ويتعرضون لنفحاته، ويقتربون من رحماته، فتكون لهم - هذه الليلة - في العبادة خيرًا من ألف شهر، تضيف لهم قدرًا فوق قدرهم، وأجرًا فوق أجرهم، وعمرًا فوق عمرهم، وأمنًا مع أمنهم، وسلامًا مع سلامهم: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].


الذين يودِّعون شهر الصيام فرحين مستبشرين كما استقبلوه فرحين مهللين، إنما يواصلون الفرحة إذا انتهى اليوم وتناولوا الإفطار، وكذلك إذا انتهى الشهر وأكملوا العدة، والفرحة الكبرى لهم عند لقاء ربهم: "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقِي ربَّه فرِح"؛ صحيح مسلم.

اللهم اجعَلنا لك ذاكرين شاكرين منيبين مخبتين، فرحين مستبشرين يا ربَّ العالمين.
§§§§§§§§§§§§§

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
فوائد الصيام see شهر رجب 1444 هـ 2 2022-04-02 06:35 PM
فتاوى رمضانية المهاجر الى الله شهر رجب 1444 هـ 24 2022-04-02 03:28 PM
الزاد الرمضانى " من انتاج شبكة الزهراء الاسلامية" أم يوسف المدنية شهر رجب 1444 هـ 8 2015-06-17 10:54 PM
ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود طالب عفو ربي الإعجاز فى القرآن والسنة 0 2009-11-13 12:23 AM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شات تعب قلبي   حسابات ببجي   شركة تنظيف بالمدينة المنورة   مقاول بناء اسواق تجارية   شركة كشف تسربات المياه بمصر   شركة مكافحة حشرات بالقاهرة   شركة عزل اسطح بمصر   يلا شوت   الترافع والتقاضي داخل وخارج المملكة   ساندوتش بانل   التميز للمقاولات العامة   حاتم للمقاولات العامة   مظلات وسواتر الرياض 
 yalla shoot   يلا شوت   yalla shoot   yalla shoot 
 يلا شوت   أهم مبايات اليوم   يلا شوت   yalla shoot 
 تركيب اجهزه رذاذ   فلاتر تحليه مياه   مؤسسة رذاذ نقي   رذاذ الرياض 
 فني تنظيف مكيفات بالرياض   فني فك وتركيب مكيفات سبليت بالرياض   رش حشرات بالرياض   شركة كشف تسربات مع الضمان بالرياض   فني رش حشرات بالرياض يوصل للبيت   فني تسليك مجاري ٢٤ ساعة بالرياض   عزل فوم للمنازل بالرياض   أسباب التسربات بالرياض   أعمال الترميم بالرياض   عزل فوم للأسطح بالرياض   تسليك مجاري بالرياض رخيص   كشف تسربات المياه بالكمبيوتر بالرياض   عزل الأسطح الخرسانية بالقصيم   شركة نقل عفش بالرياض   شركة تخزين اثاث في الرياض   فحص تسربات المياه بالرياض   معالجة تسربات المياه بالرياض   عزل الأسطح من الرطوبة   شركات عزل الفوم بالرياض   تخزين اثاث بالرياض   شركة تخزين اثاث   تخزين عفش بالرياض   شركة كشف تسربات المياه بالاحساء   شركة ترميم المنازل بالاحساء   شركة عزل اسطح بالاحساء   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض 
 سطحة شمال الرياض   سطحة بين المدن   سطحه شرق الرياض   شحن السيارات   سطحة هيدروليك   شركة نقل السيارات بين المدن   أرخص شركة شحن سيارات   شركة شحن سيارات   شراء سيارات تشليح   بيع سيارة تشليح   شراء سيارات تشليح   بيع سيارة تشليح 
 شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   شركة عزل شينكو بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة كشف تسربات المياه 
 شركة صيانة افران بالرياض   شركة تصميم مواقع   Online Quran Classes 
 دعاء القنوت   اقرب شركة تنسيق حدائق   كشف تسربات المياه مجانا   لحام خزانات فيبر جلاس بالرياض   شركة تخزين عفش بالرياض   برنامج ارسال رسائل الواتساب   شركة تسليك مجاري بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   اشتراك كاسبر   أكثر مشاهير السناب في السعودية   مشاهير السناب شات   سنابات نجوم السعودية   شركة تنظيف منازل بالرياض   خدمة مكافحة الصراصير بالرياض   تشليح الرياض   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة 
 اشتراك كاسبر   مكسرات لوز فستق   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 موسوعة   kora live   social media free online tools   تطبيق الكابتن تمارين كمال اجسام و فيتنس   كشف تسربات المياه بالرياض و شركة عزل خزانات المياه بالرياض  شركة صيانة افران بالرياض


Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd