اﻻحترازات من الرؤى المفزعة

[مريم ابراهيم]

في عالم الرؤى والمنامات لا يخرج ما نراه عن كونه أحد ثلاثة أمور :1- رؤيا من الله جل في علاه وهي الرؤى الصادقة2- رؤيا حديث النفس وهي ما يحدث به الانسان نفسه ويفكر فيه3- حلم من الشيطان وهذا تحزين وتفزيع#سأتحدث باذن الله في هذا الموضوع عن القسم الثالث وهو ما يخص الرؤى المفزعة أو تهاويل الشيطان أو الرؤى التي تحتمل معنى سيء .فأقول مستعينًا باللهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث : ((#في آخرِ الزَّمانِ لا تَكادُ رؤيا المؤمنِ تَكذِبُ وأصدقُهم رؤيا أصدقُهم حديثًا، والرُّؤيا ثلاثٌ،#الحسَنةُ بشرى منَ اللَّهِ، والرُّؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَه، والرُّؤيا تحزينٌ منَ الشَّيطانِ، فإذا رأى أحدُكم رؤيا يَكرَهُها فلا يحدِّثْ بِها أحدًا وليقُمْ فليصلِّ ...#)) الحديث . صحيح .وقوله صلى الله عليه وسلم : ((#في حديث عائشة رضي الله عنها عندما قال : مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير#فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها#)) حديث حسن .فمن هذه الأحاديث وغيرها نجد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى المنهج السليم للتعامل مع مثل تلك الرؤى والتي تحمل في طياتها معاني مفزعة للرائيأو أهاويل من الشيطان وما إلى ذلك , فلذلك معبرينا الكرام , لعلّنا نلتزم بهذا المنهج وهذا الطريق , أولا اتباعا لهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وثانيا#حفاظا على سلامة أحبتنا في الله "#الرائي أو الرائية#" ففي حثنا لهم بالاحتراز سلامة لهم مما قد تحتمله الرؤيا من شرّ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "#فإن الرؤياتكون على ما يعبرها صاحبها#" , وبرجوعنا للحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال : (#لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه#) ،رواه البخاري ومسلم . فأنت أيها المعبر الفاضل لا ترضى ولن ترضى بأن تعبر لنفسك رؤيا مفزعه بتعبير مفزع ولن ترضى أن يعبر لك أحدهم رؤيا تعبيرًا مفزعافكذلك الرائي والرائية , لم يعرضوا رؤاهم عليك إلا لأنهم ينتظرون ما يفرحهم ويبشرهم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((#لم يبق من النبوة إلا المبشرات .#قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة#)) , وليس ما يفزعهم وينفرهم "#يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا#" فافهم ذلك وفقك الله وبارك فيك وفي علمك .فمن هذا المنطلق آمل من جميع المعبرين الكرام أن يعبروا الرؤيا على الخير فإن لم يجد في الرؤيا ما يدل على الخير فلا يعبر الرؤيا وليخبر الرائي بالاحتراز#حتى وإن أصرّ الرائي على التعبير , وباذن الله لن تضرّه الرؤيا , فالرسول اللهم صل وسلم عليه قال : (( ...وإذا رأى غير ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان ،#فليستعذ من شرها ، ولا يذكرها لأحد ، فإنها لن تضره#)) صحيح .كذلك أنت أخي وحبيبي في الله أيها الرائي أو الرائية , عندما ترى ما يفزعك أو يسوؤك في الرؤى#فلا تحدث ولا تخبر بذلك#أحد , حتى المعبر .؟؟؟ نعم حتى المعبر , فليسشرطًا أن تعبر كل رؤيا وليس شرطًا أن كل رؤيا لها معنى ولها دلالات , إلا في حال تكرر ذلك الامر المفزع فهنا أبحث عمن تثق بعلمه ونصحه ووده#لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ...#ولا تقصها إلا على واد ، أو ذي رأي#)) صحيح . ليعبر رؤياك لأنه لو رأى فيها خير أرشدك إليه#ولو رأى فيها شرًا نصحك بالاحتراز وتقوى الله وباذن الله لن يضرّك ما رأيت , والله أعلم .الاحترازات :1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .2- الاستعاذة بالله من شرّ ما رأيت .3- التفل عن الشمال ثلاثا .4- التحول عن الجنب الذي كنت تنام عليه , فإن استيقظت وأنت على جنبك الأيمن فتحوّل للجنب الأيسر والعكس ( للتفاؤل ومجانبة مكان الشيطان ) .5- لا تحدث بالرؤيا أحدا .6- صلاة ركعتين تلتجأ فيها إلى الله .هذا ما وددت تذكيركم ونفسي به على عجالة , فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه .وفقنا الله وإياكم لكل خير ورزقنا وإياكم الرؤى الصالحة الصادقة النافعة غير ضارة .وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا,,,