عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2009-05-12, 04:21 AM
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المكان: مــصـــر مــقــبرة الـروافــض
المشاركات: 150
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن نجاح الداعية يكمن في قدرته على تكييف نفسه، وأن تكون له القوامة عليها وليس العكس، وأن تكون لديه القدرة على التحكم بنفسه حيال الظروف التي يمر بها، وأن يعطي لكل مقام مقالاً.
أعرف بعض الدعاة يخرجون على الناس والابتسامة تعلو محياهم وقد دفنوا في الأعماق هموماً ومشاكل لا يعلم مداها إلا الله.
وأيضا قد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُمْ لا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ )
رواه أبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان، وقال الألباني: حسن لغيره،

فالتجهم والعبوس يقيم الحواجز بينك وبين الآخرين؛ ولذلك عليك أن تتعلم كيف تسيطر على أفكارك ومشاعرك؛
ليكون عبوسك حينئذٍ مقصودا ومتحكما فيه، ويؤدي رسالة محددة في وقتها المناسب.

وليس المقصود بطلاقة الوجه جماله أو حسن تقاسيمه... فقد يكون الوجه جميلا، وليس فيه أثر من الطلاقة، وقد يكون قبيحا ويفيض أنسا وبشرا.
فما عليك إلا أن تبتسم... ولا تحسب أنني أعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين لا روح فيها ولا إخلاص، كلا!! فهذه لا تنطلي على أحد، وإنما أتكلم عن الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق نفسك، تلك الابتسامة هي التي تنفذ إلى قلوب الآخرين.

يقول الشيخ العثيمين -رحمه الله-:

"وإلى جانب وقاره -الداعي- فينبغي أن يكون واسع الصدر، منبسط الوجه، لين الجانب، يألف الناس ويألفونه؛ حتى لا ينفضوا من حوله فكم من سعة صدر وبساطة وجه ولين أدخلت في دين الله أفواجا من الناس".
إن من خصائص هذه الوسيلة الدعوية أنها مدخل رئيسي وطبيعي لكسب الآخرين وبداية العلاقة معهم ،كما أنها علاقة قبول للشخص المقابل.
أضف إلى ذلك أنها تعطي انطباعا عند الآخر باحترامك له، وتشجيعه على فتح باب الحديث معك، بل وفتح قلبه لك أيضا، وكسر الحاجز الذي بينك وبينه.
توجيهات وتلميحات حول الابتسامة:
1- اجعل الابتسامة رسولك إلى قلوب الآخرين فهي مفتاح النفوس، وتجلب الراحة والهدوء للمبتسم نفسه و(تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ).
2- عندما تشعر أن الآذان قد أغلقت أمامك وتعطل استقبال رسالتك فعطر الجو بطرفة يتلوها ابتسامة.
3- حذار من الابتسامة الساخرة أو الباردة فهي تحول بين الآخرين وبين الثقة فيك.
4- حاول التعرف على ما نفس الآخر من خلال رصد ابتسامته وملاحظة جبينه وحركات عينيه.
5- حاول أن تعود نفسك على أن تكون ابتسامتك وسيلة لإبلاغ رسالتك كما تريد، وإن كانت مشاعرك خلاف ذلك.
6- عوِّد نفسك على الاستمتاع بالطرائف المضحكة لتتعود على الضحك أحيانا.
بعض الأقوال في التبسم
قال أبو حاتم بن حبان -رحمه الله-:
"الواجب على المسلم إذا لقي أخاه المسلم أن يسلم عليه متبسما إليه فإن من فعل ذلك تحات -سقط- عنهما خطاياهما كما تحات ورق الشجر في الشتاء إذا يبس وقد استحق المحبة من أعطاهم بشر وجهه.
وعن سعيد بن الخمس قال: "قيل له ما أبشـَّك؟! قال: إنه يقوم على برخيص". يعني: إن البشاشة رخيصة لا تكلفه مالا ولا جهدا، وإنها غالية وقيمة؛ لأنها تجذب القلوب وتقتلع أسباب البغضاء.
وقال الشاعر:
أخو البشر محبوب على حسن بشره ولن يعدم البغضاء من كان عابسا
قال ابن حبان: "البشاشة إدام العلماء، وسجية الحكماء؛ لأن البـِشر يطفئ نار المعاندة ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي ومنجاة من الساعي، ومن بشَّ للناس وجها لم يكن عندهم بدون -بأقل- الباذل لهم ما يملك".

وعن عروة بن الزبير قال:
"أخبرت أنه مكتوب في الحكمة: يا بني ليكن وجهك بسطا، ولتكن كلمتك طيبة؛ تكن أحب إلى الناس من أن تعطيهم العطاء".

قال الشاعر:
الق بالبشر من لقيت من الناس جميعا ولاقهم بالطـلاقة
تـجْـنِ مـنهـم جَـنـَى ثمار فخذها طيبا طعمه لذيذ المذاقة
وعن سعيد الزبيدي قال: "يعجبني من القراء كل سهل طلق مضحاك فأما من تلقاه يبشر ويلقاك بعبوس يمـُنُّ عليك بعمله؛ فلا أكثر الله في القراء ضرب -مثل- هذا".
قال ابن حبان -رحمه الله-: "لا يجب على العاقل إذا رزق السلوك في ميدان طاعة من الطاعات إذا رأى من قصر في سلوك قصده أن يعبـِّس عليه بعمله وجهه، بل يظهر البشر والبشاشة له؛ فلعله في سابق علم الله أن يرجع إلى صحة الأوبة إلى قصده مع ما يجب عليه من الحمد لله والشكر له على ما وفقه لخدمته وحرم غيره مثله".
قال الشاعر:
فتى مثل صفو الماء أما لقاؤه فـبـشـر وأمـا وعـده فـجـميل
يسرك مفترا ويـشرق وجـهـه إذا اعتل مذموم الفعال بخيل
عـيي عن الـفحشاء أما لسانه فـعـف وأمـا طـرفـه فـكـلـيـل

وقال آخر:
لن تـستــتـم جـمـيـلا أنـت فـاعـله إلا وأنت طليق الوجه بهلول1
ما أوسط الخير فابسط راحتيك به وكن كأنك دون الشر مغــلول
وعن حبيب بن أبي ثابت قال: "من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو يبتسم".

وهذا آخر الكلام في هذا المقام والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) بهلول: المرح الضحاك الجمّاع لخير الصفات.
مراجع للموضوع:
- روضة العقلاء لابن حبان.
- حتى لا تكون كلا. لعوض القرني.
- الاستيعاب في حياة الداعية.
- ثلاثية النجاح.
__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس