عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2010-01-20, 12:02 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 2,577
افتراضي

قال أبو الهلال العسكرى فى كتابه الماتع : الفروق اللغوية :
"الفرق بين الخلود والبقاء: أن الخلود إستمرار البقاء من وقت مبتدأ على ما وصفنا ، والبقاء يكون وقتين فصاعدا، وأصل الخلود اللزوم ومنه
أخلد إلى الارض وأخلد إلى قوله أي لزم معنى ما أتى به فالخلود اللزوم المستمر ولهذا يستعمل في الصخور وما يجري مجراه ومنه قول لبيد: * حمر خوالد ما يبين كلامها * وقال علي بن عيسى: الخلود مضمر بمعنى في كذا ولهذا يقال خلده في الحبس وفي الديوان، ومن أجله قيل للاثافي خوالد فإذا زالت لم تكن خوالد، ويقال لله تعالى دائم الوجود ولا يقال خالد الوجود."

ثم قال :
"الفرق بين الدوام والخلود: أن الدوام هو إستمرار البقاء في جميع الاوقات ولا يقتضي أن يكون في وقت دون وقت ألا ترى أنه يقال إن الله لم يزل دائما ولا يزال، دائما والخلود هو إستمرار البقاء من وقت مبتدأ ولهذا لا يقال إنه خالد كما إنه دائم."

وقال :
"الفرق بين الدهر والابد: أن الدهر أوقات متوالية مختلفة غير متناهية وهو في المستقبل خلاف قط في الماضي وقوله عزوجل " خالدين فيها أبدا "

أما لفظ "الأبد" "يدل على الدوام والاستمرار " كما جاء فى " بحوث فى اللغة ، لا تحاد الكتاب العرب.
وفى كتاب الكليات لأبى البقاء الكفومى : "فلم يزل سبحانه أي لم يكن زمان محقق أو مقدر ولم يمض إلا ووجود الباري مقارن له فهذا معنى الأزلية والقدم ولا يزال أي لا يأتي زمان في المستقبل إلا ووجوده مقارن له وهذا معنى الأبدية والدوام"

والحاصل أن الخلود يتعلق بحقبة تاريخية ، فتعنى الفترة الزمنية الطويلة جداً. أما الأبد فيعنى الاستمرار والدوام وعدم الانتهاء. ولهذا شاهد فى القرآن الكريم فى قوله تعالى : لابثين فيها أحقاباً فبين أن النار - أعاذنا الله وإياكم منها - فيها أحقاباً تاريخية متعاقبة. والخلود يتعلق بكل حقبة منها على حدة ، فلكل حقبة خلود منفصل.

وهذا التأصيل مهم وفيه رد على بعض أهل البدع وبخاصة الخوارج الحرورية الذين يكفرون أهل الإيمان بالمعاصى وارتكاب الكبائر ويزعمون أنهم سيخلدون فى النار ويستدلون على هذا - ويعد أقوى أدلتهم - بقوله تعالى : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) [ النساء ]
فيكون معنى الآية بناءص على ما أصلنا الخلود فترة زمنية طويلة جداً ولا يعنى البقاء والدليل أنه سبحانه لم يقل " أبداً".
والحمد لله رب العالمين.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس