الموضوع: خريف الادب
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2018-04-11, 11:09 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 503
افتراضي رد: خريف الادب

خريف الادب ( تتمة )
_______________
دخلت اليوم لاكمل ما بداته البارحة ، من بيان حال صاحبنا ، الذي تعارفت مع قرائي ان نسميه " خريف الادب " ، ففوجئت بحظره لي ، و بحظر الاخ الذي ارسل له مقالي ، و لا يهمني حظره اياي فهو اهن علي ، و ما حظره اياي الا دليل على صدق ما كتبته .

و اما الان فاني ارجع الى القضية الاصلية ، و هي قضية نقده للرافعي دون ان يقرا كتبه ، و انما سرق الكلام مما قاله العريان و انور الجندي و التالف سلامة موسى ، و قدمنا شيئا من البيان في المقال الاول ، الذي قض مضجع صاحبنا و جرحه و افجعه ، و نزيد اليوم في البيان
فهو قرا ما قاله العريان في تقريظه لوحي القلم و هذه فقرة منه : " يكتب وينشر إلا أن يُحيل فكرة في رأسه أو لمحة في خاطره أو خفقة في قلبه, إلى تعبير في لسانه أو معنى في ديوانه، ولا عليه بعد ذلك أن يتأدى معناه إلى قارئه كما أراده أو يُغلق دونه، فلما اتصل سببه بمجلة "الرسالة"* رأى لقارئه عليه حقًّا أكثر من حق نفسه، فكان أسلوبه الجديد الذي أنشأ به الكتاب." فهذه هي التي تمسك بها صاحبنا في كلامه ، فاستحسن وحي القلم و اضاف الى ذلك كتاب " تحت راية القران " ليغطي به على جرمه ، و هو فهم من هذه الكلمات اضافة الى ما قاله انور الجندي و التالف سلامة موسى ، ان الفكر لا توجد في اي كتاب من كتب الرافعي الا في " وحي القلم " و هذا هو الجهل المبين ، و هو من الادلة ايضا على ان صاحبنا لم يقرا للرافعي شيئا ، لانه لو قرا الاوراق و السحاب ، لوجدها على نفس نمط وحي القلم ، و لا فرق بينهم الا فيما قاله العريان نفسه موضحا الفقرة السابقة :
" على أن هذا الكتاب -وشأنه ما قدمت- يجمع كل خصائص الرافعي الأدبية متميزة بوضوح، فمن شاء فليقرَأه دون سائر كتبه، فسينكشف له الرافعي في سائر كتبه. والأديب الحق تستعلن نفسه بطريقتها الخاصة في كل زمان ومكان على اختلاف أحواله وما يحيط به." فالفرق ان وحي القلم جمع كل خصائص الرافعي و التي تفرقت في سائر كتبه ، و ذلك انه عبارة عن مقالات متفرقة ، كتبها في ازمنة مغايرة ، حسب حاجات نفسه ، و حاجات مجتمعه ، و لكن خريف الادب لا يدرك هذه المعاني ، لما عنده من سوء في الفهم ، و ضعف في الادراك .

و اما الذي زاد من تنطع صاحبنا هو ما قاله انور الجندي في تقديمه لمعركة الاسلوب و المضمون ، حيث قال : " ولكن الرافعي لم يلبث أن تحول عن أسلوبه التقليدي إلى أسلوب وسط فيه محاسن الأسلوب القديم مع العناية بالمضمون. "
و انور الجندي مهما كان حبيبا الينا ، الا اننا لا نغلو في حبنا ، لدرجة نترك معها عقولنا ، و لذلك فكلام انور الجندي يحتاج وقفة ، و هو مردود عليه ، و لا نتكلف جهدا في رده ، و دليلنا في ذلك انه لو قرا مقالة في وحي القلم و قرا مقالة في السحاب الاحمر ، لوجد نفس الاسلوب سواء في الكتابة ، او في التروي و التفكر ، او في الابانة عما يخالج الصدر ، و هذا يرد كلام انور الجندي ، الذي تلقفه صاحبنا خريف الادب ، و تلقف معه كلام العريان و التالف سلامة موسى ، ثم اخذ يتسكع هامسا به في الاذان ، ليظهر بمظهر الناقد الاريب ، و نعوذ بالله من الخذلان ، و من سوء الفهم و ضعف الادراك .

كتب:الاربعاء 25 رجب 1439 ( 11/04/2018)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2018-05-16 الساعة 11:16 PM
رد مع اقتباس