كما انه سمع في حلب من سنقر الزيني و غيره ، و سمع بنابلس من العماد بن بدران . و في شيوخه كثر .
ثالثا :مكانته العلمية من أقوال العلماء فيه و ثنائهم عليه
لم يترك الذهبي بابا من أبواب العلم الا و طرقه و دخل فيه ، و كان رأسا فيه في زمانه ، لكنه اجاد اكثر في علم الحديث و رجاله ، و مصنفاته في هذا الباب ، و اختصاراته لما كتب في هذا الشأن ، و تعليقاته و تعقباته خير دليل على امامته ، فتجده يرجح أقوال العلماء في الجرح و التعديل و ينقد الرجال ، و يورد تعليقاته البعيدة كل البعد عن الجمود ، و يناقش الاسانيد .
و قد نقل الحافظ ابن حجر ما قرأه بخط بدر النابلسي في مشيخته : " كان علامة زمانه في الرجال و أحوالهم ، حديد الفهم ، ثاقب الذهن ، و شهرته تغني عن الاطناب " (1)
و قال عنه السبكي : " و أما أستاذنا أبو عبد الله فبصر لا نظير له ، و كنز هو الملجأ اذا نزلت المعضلة ، امام للوجود حفظا ، و ذهب العصر معنى و لفظا ، و شيخ الجرح و التعديل و رجل الرجال في كل سبيل ، كأنما جمعت الامة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها أخبار من حضرها "(2)
و قال عنه أيضا : " و هو الذي خرجنا في هذه الصناعة و أدخلنا في عداد الجماعة جزاه الله عنا أفضل الجزاء ، و جعل حظه من غرفات الجنان موفر الاجزاء ، و سعده بدرا طالعا في سماء العلوم يذعن له الكبير و الصغير من الكتب و العالي و النازل و الاجزاء " (3)
و قال عنه ابن ناصر الدين الدمشقي : " الشَّيْخ الامام الْحَافِظ الْهمام مُفِيد الشَّام ومؤرخ الاسلام ناقد الْمُحدثين وَإِمَام المعدلين والمجرحين شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عُثْمَان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي الأَصْل الدِّمَشْقِي ابْن الذَّهَبِيّ الشَّافِعِي مولده فِيمَا وجدته بِخَطِّهِ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن من الْغَد بمقبرة الْبَاب الصَّغِير من دمشق رَحمَه الله تَعَالَى ومشيخته بِالسَّمَاعِ والاجازة نَحْو ألف شيخ وثلاثمائة شيخ يجمعهُمْ مُعْجَمه الْكَبِير وَكَانَ آيَة فِي نقد الرِّجَال عُمْدَة فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل عَالما بالتفريع والتأصيل إِمَامًا فِي الْقرَاءَات فَقِيها فِي النظريات لَهُ دربة بمذاهب الْأَئِمَّة وأربابا المقالات قَائِما بَين الْخلف بنشر السّنة وَمذهب السّلف" (4)
و قال عنه أبو المحاسن الدمشقي : " و كان احد الاذكياء المعدودين ، و الحفاظ المبرزين "(5)
______________________
(1) الدرر الكامنة ( 5/68) (2) (3) طبقات الشافعية الكبرى (9/101)
(4) الرد الوافر ص31 (5) ذيل تذكرة الحفاظ ص 33
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
|