
2015-12-10, 02:47 PM
|
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
|
|
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 2,686
|
|
لمحات من تاريخ الدولة العثمانية/عن كتاب للدكتور عثمان قدري مكانسي
لمحات من تاريخ الدولة العثمانية
مقتطعة من كتاب الشعر العربي في الفتوحات العثمانية من عهد السلطان سليم الأول إلى نهاية الدولة العثمانية للدكتور عثمان قدري مكانسي
8 ـ إبراهيم الأول بن أحمد (1049 ـ 1058):
تولى الحكم في الخامسة والعشرين من عمره ، وقتل بعد تسع سنوات من خلافته .
وفي عهده حدثت أمور عدة أهمها :
1ــ احتلال القازاق في القرم مدينة ( أزوف ) على الساحل الشرقي للبحر الأسود ، واستردها العثمانيون سنة /1052 هـ / .
2ــ فتحت في أيامه جزيرة ( كريت ) سنة / 1055 هـ / .
3ــ أراد البنادقة الثأر من المسلمين بسبب فتحهم جزيرة كريت ، فأحرقوا عدداً من مرافئ المسلمين ، فأراد الخليفة الرد على ذلك بحرق النصارى في بلاده ، إلا أن المفتي لم يوافقه .
4ــ أراد أن يفتك برؤوس الإنكشاريين فعلموا بذلك وتآمروا عليه وعزلوه ، ثم قتلوه خوفاً من عودته والانتقام منهم وكان الصدور العظام على عهده خمسة ، كان مصير ثلاثة منهم الإعدام ( معجم الأنساب زمباور ص 243 ).
9 ــ محمد الرابع بن إبراهيم (1058 ـ 1099):
أطول خلفاء فترة الضعف حكماً ، فقد تولى الخلافة طفلاً في السابعة من عمره ، وخلع منها بعد إحدى وأربعين سنة وعمره ثمانية وأربعون عاماً ، وتوفي بعد عزله بخمس سنوات .
كان من السلاطين التنابلة ، فعمت الفوضى وكانت الدولة تخسر بعض مواقعها إذا كان الصدور العظام ضعافاً ، وتسترد بعضها إذا كانوا أقوياء أمثال ( محمد كوبريلي وابنه أحمد ) .
بعض الأحداث الهامة التي جرت في عهده :
1ــ حين تولى الخلافة وهو صغير وعمت الفوضى اضطر (حسين باشا) الصدر الأعظم الأخير عند أبيه إلى رفع الحصار عن مدينة (قندية) عاصمة كريت .
2ــ ثورة بقيادة (قاطرجي أوغلي وتعني بالعربية ابن سائق البغال) في الأناضول ، ودعمه في ثورته والي الأناضول ( كورجي يني) فانتصرا على القائد العثماني ( أحمد باشا) واتجها نحو استانبول ، لكنهما اختلفا فاغتنم العثمانيون هذا الاختلاف وهاجموهما فقتل الثاني وطلب القاطرجي العفو .
3ــ ارتفعت الأسعار في استانبول حين احتلت البندقية جزيرتي (تنيدوس) و( لمنوس ) في مضيق الدردنيل ، وتحكمت به ومنعت البضائع عن استانبول .
4ــ تولى ( محمد كوبريلي ) الصدارة سنة / 1067 هـ / وكان قوي الشكيمة فقتل الكثير من الإنكشارية واسترد ما أخذته البندقية بعد جهاد مرير مات أثناءه قائد البحر البندقي
5 ـ أخضع الصدر الأعظم أمراء رومانيا الشرقية ( بغدان ) ورومانياالشمالية الغربية (ترانسلفانيا ) والأفلاق ( رومانيا الوسطى ، وفيها العاصمة بوخارست ) لأنهم عصوا أوامر السلطان ورغبوا في مساندة السويد ضد بولونيا .
6ــ ضعفت العلاقة بين العثمانيين والفرنسيين الذين دعموا البنادقة في موقعة كريت .
7 ــ توفي الصدر الأعظم (محمد كوبريلي ) سنة / 1072 هـ / بعد أن أعاد للدولة هيبتها، وكان ابنه أحمد مثله رفض الصلح مع النمسا وقاتلها وفتح أعظم قلعة فيها ( نوهزل) سنة /1074هـ / ودخل مورافيا ، (بين تشيكيا وسلوفاكيا وسيليزيا ( أصلها من ألمانيا ، وهي تقغ اليوم في بولونيا حيث ضمت إليها بعد الحرب العالمية الثانية) ، ودعمت فرنسا النمسا ،وتآمر الجميع ضد العثمانيين .
8 ــ رفض الصدر الأعظم تجديد الامتيازات لفرنسا ، فأرسل الفرنسيون أسطولهم مهددين ، فلما زاد ثبات الصدر الأعظم ( أحمد كوبريلي ) أخذوه باللين إلى أن جدد لهم الامتيازات وعاد الصفاء المشوب بالحذر بين الدولتين .
9 ــ أما في أوكرانيا فقد رغب شعب القوزاق المسلمون بالتبعية للعثمانيين فغضب الألبانيون وهاجموا أوكرانيا فتدخل السلطان العثماني بنفسه وهاجم الألبان وانتصر عليهم فخضعوا وطلبوا الصلح ودفعوا جزية كبيرة ، وذلك سنة / 1083 هـ / .
10 ــ رفض الشعب البولوني وعلى رأسه قائده ( سوبيسكي ) المعاهدة وهاجم العثمانيين بجيش جرار وانتصر عليهم ، ثم صار سوييسكي ملكاً على بولونيا ، واستمرت المعارك سجالاً بين الطرفين ثم عادت المفاوضات ليتنازل الملك الجديد عمَّا تنازل عنه الملك القديم باستثناء بعض المواقع ، وكان ذلك سنة / 1087 هـ / ، وفي نفس السنة توفي الصدر الأعظم ( أحمد كوبريلي ) .
11 ــ استلم الصدارة ( قره مصطفى ) صهر أحمد كوبريلي
(لكنه لم يكن كسابقيه حنكة سياسية إذ أساء إلى إخوانه المسلمين في القوزاق التي تقع الآن في اوكرانيا ، إلا أنه كان قائداً ماهراً أضاف انتصارات كثيرة ، ولكن القدر لم يمهله إذ أحاط به ـ وهو يحاصر فيينا ـ عدد من الجيوش النصرانية فنسي الناس مآثره وحاسبوه على أمر ليس له به طاقة ، وأعدموه) .
وأساء إلى القوزاق فكرهوا العثمانيين وانحازوا إلى الروس وجرت بين الطرفين معارك طاحنة دامت أربع سنوات وذلك بين / 1088 هـ ـ 1092 هـ / وتمت المعاهدة بين الطرفين (رادزين) وبقيت الأمور كما كانت قبل الحرب ، وبذلك خسر العثمانيون محبة إخوانهم القوزاق .
12 ــ مني العثمانيون بخسائر كثيرة بعد ذلك ، نذكر منها :
أ ـ سار الصدر الأعظم ( قره مصطفى ) سنة / 1092 هـ / لمحاربة النمسا ، لنجدة نصارى المجر الخاضعين لها ، وحاصر عاصمتها وكادت أن تسقط لولا نداءات البابا ، فوصلت قوات من بولونيا وسكسونيا وبافاريا في الوقت المناسب ودارت مارك طاحنة هزم فيها المسلمون وانسحبوا فأغار عليهم ( سوبيسكي) ملك ألبانيا وقتل كثيراً من مؤخرة جيشهم ، فغضب الخليفة على الصدر الأعظم وقتله وعيَّن مكانه (إبراهيم باشا) سنة / 1092 هـ / .
ب ــ هذا الانتصار الصليبي شجع النصارى فعقدوا بينهم الحلف المقدس الذي ضمَّ إلى السابقين : البنادقة ومالطة والنمسا وبولونيا ، وهاجموا المسلمين من أماكن متعددة :
ــ هاجمت النمسا بلاد المجر واحتلت بودابست .
ــ استعادت بعض المواقع مثل ( قلعة نوهزل ) المذكورة سابقاً .
عزل الخليفة الصدر الأعظم إبراهيم باشا ، ونفاه إلى جزيرة (رودوس) وعين مكانه سليمان ياشا ، فهزم أيضاً .
ــ هزم سليمان باشا في بودابست سنة / 1097 هـ / ، كما هزم ثانية سنة / 1098 هـ / (موهاكز ) .
ــ أغار سوبيسكي ملك بولونيا على ولاية البغدان وهددها .
ــ أغارت سفن البنادقة على سواحل اليونان وجزيرة الموره ، تساندها سفن البابا ورهبان مالطة .
ــ دخلت جنود النصارى أثينا وكورنتا وعدداً آخر من المدن سنة / 1097 هـ / .
13 ــ أمام هذه الهزائم والفوضى اتفق العلماء والصدر العظم الأخير اسماعيل تشانجي على عزل السلطان سنة / 1099 هـ / فعزل ومات سنة / 1104 هـ / وتولى مكانه أخوه سليمان الثاني .
وقد بلغ الصدور العظام في عهده تسعة عشر صدراً أعظم (نفس المصدر السابق ص 244) .
10 ـ سليمان الثاني بن إبراهيم ( 1099 ـ 1102) :
تولى الحكم ثلاث سنوات ، وكان وقتها في الأربعين من عمره /1099 هـ إلى 1102 هـ / وفي عهده استعادت الدولة هيبتها .
من الحوادث التي جرت في عهده القصير :
1ــ لم يعاقب الجند على ما فعلوه بأخيه ، بل أكثر لهم العطايا مما أطمعهم فيه فتمردوا عليه وقتلوا قادتهم وقتلوا الصدر الأعظم سياوش باشا وسبوا نساءه ، وعمت الفوضى البلاد فعين الخليفة صدراً أعظم جديداً هو مصطفى باشا زودوستو ، ولم يكن كفئاً فعزله الخليفة بعد صدارته بخمسة أشهر لأن الأعداء انتهزوا هذه الفوضى وتقدموا في املاك الدولة العثمانية، واحتل البنادقة (دلماسيا ) وهي السواحل الشمالية لبحر الأدرياتيك وبعض المقاطعات في اليونان ، وتوالت الهزائم .
2 ــ عين الخليفة ( مصطفى بن محمد كوبريلي ) صدراً أعظم فسار على نهج أبيه وأخيه فحمى الأهالي من تصرفات الجند ، وأعطى الجند حقوقهم ، وسمح للنصارى في استانبول ببناء ما تهدم من كنائسهم فأحبه الناس حتى إن نصارى الموره ثاروا ضد البنادقة وطردوا جيشهم من بلادهم ، واتجه على رأس جيش إلى النمسا واستعاد منها بعض ما أخذته ، ودخل بلغراد سنة /1101 هـ / وأعيدت ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية ، وأخضع ثوار الصرب ، وبذلك عادت للدولة هيبتها وفتح الله فيهما الكثير على يديه واستشهد في معركة ( سلنكمن ) في عهد أحمد الثاني وفقدت الدولة بذلك أملاً عظيماً .
الصدور العظام في عهده أربعة ، أشهرهم مصطفى الكوبريلي المذكور آنفاً ( نفس المصدر السابق ص 244)
11 ــ أحمد الثاني بن إبراهيم الأول ( 1102 ـ 1106) :
أصغر من أخيه بشهرين فقط ، ولم يكن لسليمان أولاد فتولى الحكم من بعده ، وله من العمر خمسون سنة ، حكم أربع سنوات ، وكان القتال في أيامه القصيرة عبارة عن مناوشات ، واحتلت البندقية في عهده بعض جزر بحر إيجة
وكان عدد الصدور العظام في عهده خمسة .
12ــ مصطفى الثاني بن محمد الرابع (1106 ـ 1115):
تولى الخلافة في الثالثة والثلاثين من عمره ، وحكم تسع سنوات من / 1106 ـ 1115هـ وعزله الإنكشاريون .
من الأحداث الهامة في عهده :
1ـ كان شجاعاً قاد الجيوش بنفسه فسار إلى بولونيا وانتصر على أهلها في عدة معارك بمساعدة القوزاق المسلمين .
2ـ انطلق إلى مدينة آزوف التي يحاصرها القيصر الروسي بطرس الأكبر فأجبره على ترك الحصار سنة 1107 هـ وتوجه إلى المجر وهزم جيوشها أولاً ثم انهزم أمام الملك النمساوي الجديد (أوجين دي سافوا) وغرق كثير من المسلمين في نهر ( تيس ) ودخل الملك النمساوي بلاد البوسنة وقتل الصدر الأعظم محمد ألماس في نهاية سنة / 1108 هـ /
3ــ استغل بطرس الأكبر انشغال العثمانيين في قتال النمساويين ودخل آزوف عاصمة القوزاق .
4 ــ تولى حسين كوبريلي الصدارة فسار نحو النمسا فتقهقرت أمامه وتراجعت إلى الشمال الغربي إلى ما بعد نهر السافا .
5 ــ في الوقت نفسه انتصر الأسطول العثماني على البندقية واسترد بعض الجزر التي أخذتها في بحر إيجة .
6 ــ عقدت الدولة معاهدة عام / 1110هـ / مع دول الغرب مجتمعة خسرت فيها آزوف وأوكرانيا لروسيا ، وإقليم بودوليا وبعض المدن لألبانيا، وساحل دالماسية وبعض الجزر للبندقية وبلاد المجر وإقليم ترانسلفانيا للنمسا ... وسميت هذه المعاهدة الخاسرة ( معاهدة كارلوفتس ).
7 ــ لم تعد أية دولة تدفع الجزية للعثمانيين .
8 ــ بدأت الدول النصرانية تقف مجتمعة أمام الدولة العثمانية خوفاً من انتشار الإسلام .
ولي في عهده أربعة من الصدور العظام .
13 ــ أحمد الثالث بن محمد الرابع :
تولى الخلافة بعد أخيه مصطفى وهو في الثانية والثلاثين من عمره ، ودام حكمه ثمانية وعشرين سنة / 1115 هـ ــ 1143 هـ / حيث ثار عليه الإنكشاريون وعزلوه .
أهم الأحداث في عصره :
1ــ سار مع الإنكشاريين مدة وأعطاهم الأعطيات ووافقهم على قتل المفتي ( فيض الله ) حتى إذا تمكن منهم اقتص من قادتهم وعزل الصدر الأعظم ( أحمد نشانجي ) الذي فرضوه عليه .
شغل الناس بكثرة الصدور العظام الذين يعينهم ويعزلهم والأعداء يمكرون بالمسلمين
3ــ انتصر الصدر الأعظم ( محمد بلطه جي ) على القيصر ، لكن خليلة القيصر أغوته ففك الحصار ونجا الروس من الإبادة التي كانت تنتظرهم ، وتعهدوا بعدم التدخل بشؤون القوزاق وميناء آزوف على البحر الأسود .
4 ــ تخلت روسيا عن المعاهدة لكن الجيش العثماني وخانات القرم ضغطوا فكانت معاهدة أدرنة سنة / 1125 هـ / من جديد فتنازلت روسيا عن كل ما أخذته من سواحل البحر الأسود .
5 ــ انتصر العثمانيون على البنادقة وأخذوا منهم ما بقي في ايديهم من جزيرة كريت
6 ــ هزم النمساويون جيشين للعثمانيين ما بين سنتي / 1129 ــ 1130 هـ / وأخذوا بلغراد في معاهدة بساروفتس سنة /1130هـ / وجزءاً من الأفلاق ( بلغاريا ) وبقيت دلماسيا للبنادقة ، وأعيدت المورة في اليونان للعثمانيين .
7 ــ استغل الروس ضعف الدولة العثمانية وطلبوا منها السماح لحجاجهم الذهاب إلى القدس دون دفع شيء ، فوافق العثمانيون .
8 ــ ضعف الدولة الصفوية ، واقتسامها بين العثمانيين الذين أخذوا الكرج وبلاد أرمينيا على يد الصدر الأعظم ( إبراهيم باشا ) وبين روسيا التي أخذت داغستان وسواحل بحر الخزر الغربية ، وحدوث اصطدام بين الدولتين في تلك المنطقة دون قتال بسبب ضعف الدولة الروسية .
9 ــ انتفاضة الصفويين ضد العثمانيين وانهزامهم ودخول العثمانيين (تبريز) وهمدان ، ثم الصلح سنة / 1140 هـ / وموت الشاه أشرف .
10 ــ ( طهماسب ) خليفة الشاه أشرف يعلن الحرب على العثمانيين .
11 ــ عزوف الخليفة عن قتال الصفويين بسبب مقتل الصدر الأعظم وأمير البحر ، واستمرار الحرب إلى حين عزل الخليفة سنة /1143 هـ/، ووفاة الخليفة سنة / 1149 هـ / .
12 ــ دخول المطبعة في عهد أحمد الثالث وتأسيس دار الطباعة في استانبول بعد موافقة المفتي
(التاريخ الإسلامي ( العهد العثماني ) محمود شاكر ص /145/) .
بلغ عدد الصدور العظام في عهده أربعة عشر كانوا هملاً ما عدا اثنين منهم هما : الخامس : علي جور ليلى ، والحادي عشر : علي باشا الشهيد (معجم الأنساب زمباور ص 255).
يتبع
|