عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2015-08-20, 01:20 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 503
افتراضي

اما الادلة التي قدمها المانعون للنسخ فقد اوردها الزرقاني مرفوقة بالردود عليها و هي خمسة ادلة سنورد منها اثنين(1) لتجنب الاطالة :
(( دليلهم الثاني أن القرآن نفسه هو الذي أثبت أن السنة النبوية حجة فلو نسخته السنة لعادت على نفسها بالإبطال لأن النسخ رفع وإذا ارتفع الأصل ارتفع الفرع والدليل على أن القرآن هو الذي أثبت حجية السنة ما نقرؤه فيه من مثل قوله سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} , {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} , {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} ))2
و رد الزرقاني على هذا بقوله : (( ما استدلوا به حجة عليهم لأن وجوب طاعة الرسول وابتاعه يقضي بوجوب قبول ما جاء به على أنه ناسخ ))3

(( دليلهم الخامس أن آية ما ننسخ من آية أو ننسها تدل على امتناع نسخ القرآن بالسنة من وجوه ثلاثة أولها أن الله تعالى قال نأت بخير منها أو مثلها والسنة ليست خيرا من القرآن ولا مثله.
ثانيها أن وقوله نأت يفيد أن الآتي هو الله والسنة لم يأت بها الله إنما الذي أتى بها رسوله.
ثالثها أن قوله: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} يفيد أن النسخ لا يصدر إلا عمن له الاقتدار الشامل والملك الكامل والسلطان المطلق وهو الله وحده. )) 4
و دفع الزرقاني هذه الاوجه بالتالي :
(( وندفع الوجه الأول من هذا الاستدلال بأن النسخ في الآية الكريمة أعم من أن يكون في الأحكام أو في التلاوة والخيرية والمثلية أعم من أن تكونا في المصلحة أو في الثواب وقد سبق بيان ذلك وإذن فقد تكون السنة الناسخة خيرا من القرآن المنسوخ من هذه الناحية وإن كان القرآن خيرا من السنة من ناحية امتيازه بخصائصه العليا دائما.
وندفع الوجه الثاني بأن السنة وحي من الله وما الرسول صلى الله عليه وسلم إلا مبلغ ومعبر عنها فقط فالآتي بها على الحقيقة هو الله وحده.
وندفع الوجه الثالث بانا نقول بموجبه وهو أن الناسخ في الحقيقة هو الله وحده والسنة إذا نسخته فإنما تنسخه من حيث إنها وحي صادر منه سبحانه ))5

و كما هو ملاحظ فان الزرقاني _ رحمه الله _ قد وفى و كفى في الرد على ادلة المانعين لنسخ القران بالسنة ، و لكن لا مانع من اضافة بعض الردود و التي قد تعزز ردود الزرقاني .
فاما الرد على الدليل الثاني للمانعين فهو كالتالي : انه ليس من الضروري ان تنسخ السنة الايات التي تامر بطاعة الرسول لانه حتى القران في نسخه لبعضه فلم يعم النسخ جميع الايات ، و عليه نقول ، ان الايات التي تأمر بطاعة الرسول لم تنسخ من طرف السنة .
و اما الرد على الدليل الخامس : ان القران من حيث انه كلام الله و من انشائه و انه هو _ جل في علاه _ من رتب كلماته ، فانه لا يوجد خير منه ، و لو نظرنا للمسالة بنفس منطقهم فان قوله (( خير منها )) تفيد ان الناسخ سيكون خير من الاية المنسوخة ، اي ان الناس سيكون خيرا من القران ، و خاصة ان الاية تركت الامر مفتوح و قالت (( خير منها )) و لم تقل (( نات باية خير منها )) . و الله اعلم
و لكن و بما انه هناك اتفاق على ان القران يستمد الخيرية من حيت انه كلام الله ، فان الخيرية التي تعنيها الاية هي خيرية تكمن في الحكم المتضمن لا في الاية ، و هنا و بما ان السنة وحي فلا مانعم من ان تحمل حكما خيرا من الحكم الذي جاء به القران و تكون ناسخة له ، و الله اعلم

________________
1_ اخترنا اثنين لانهما الاقوى حجة فاذا سقطا سقط ما دونهما
5/2/3/4/ منهال العرفان ج 2 ص 198_199
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس