وفاء البنين لأم المؤمنين (قصيدة)
عبدالله بن نجاح
يَا أُمَّنَا، إِنَّ الفِضَالَ كَثِيرَةٌ
مَا لِي بِمَدحِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ
فَأَبُوكِ صِدِّيقٌ وَأَكرَمُ صَاحِبٍ
وَخَلِيفَةٌ لِلمُصطَفَى العَدنَانِي
وَحَلِيلُكِ المُختَارُ أَفضَلُ مُرسَلٍ
صَلَّى عَلَيهِ مُدَبِّرُ الأَكوَانِ
نَقَلَت لَنَا فِقهًا وَعِلمًا وَاسِعًا
أَجمِل بِهَا وِبِذلِكَ العِرفَانِ
مَا كَانَ يُشْكِلُ مِن أُمُورِ دِيَانَةٍ
تُجْلِيهِ لِلأَصحَابِ فِي إِتقَانِ
حَازَت فَضَائِلَ سَامِيَاتٍ جَمَّةً
فِي السُّنَّةِ العَليَاءِ وَالقُرآنِ
فَلَقَد أَتَى الرُّوحُ الأَمِينُ لِأَحمَدٍ
فِي صُورَةِ الحَسْنَا مِنَ النِّسوَانِ
قَبِلَ الزَّوَاجِ، وَقَالَ تِلكَ حَلِيلَةٌ
لَكَ فِي الدُّنَى وَمَنَازِلِ الرِّضوَانِ
بِكرًا تَزَوَّجَهَا وَكَانَت قِمَّةً
فِي الحُسنِ كَاليَاقُوتِ وَالمَرجَانِ
وَالنَّاسُ إِن أَهدَوا تَحَرَّوا سَاعَةً
مِن يَومِهَا فَلَذَا أَحَبُّ زَمَانِ
جِبرِيلُ أَقرَأَهَا السَّلَامَ كَرَامَةً
أَعظِم بِفَضلٍ مَا لَهُ طَرَفَانِ
بَرَكَاتُهَا عَظُمَت وَمِنهَا آيَةٌ
نَزَلَت بِحُكمٍ أَيسَرٍ وَبَيَانِ
﴿فَتَيَمَّمُوا﴾ إِنَّ التَّيَمُّمَ رُخصَةٌ
فَلَهَا جَزِيلُ الشُّكرِ وَالعِرفَانِ
وَقَضَى النَّبِيُّ بِحِجرِهَا مُتَوَسِّدًا
.. خِلَّانِ فِي مُثُلِ الوَفَا قَمَرَانِ
وَبِبَيتِهَا المَيمُونِ أَمسَى مُقْبَرًا
وُعِدَت بِفَضلِ اللهِ وَالغُفرَانِ
اللهُ بَرَّأَهَا بِآيٍ مُحكَمٍ
مِن قَولَةِ الخُسرَانِ وَالبُهتَانِ
آيَاتُهَا فِي النُّورِ سَارَت حُجَّةً
تُتلَى لِيَومِ الدِّينِ وَالفُرقَانِ
رَمزُ الطَّهَارَةِ وَالكَرَامَةِ (عَائِشٌ)
أُمٌّ لِأَهلِ الحَقِّ وَالإِيمَانِ
مَهمَا مَدَحتُ فَإِنَّ مَدحِي قَاصِرٌ
تَبدُو عَلَيهِ مَعَالِمُ النُّقصَانِ
مَدَحَ الأَوَائِلُ أُمَّنَا بِقَصَائِدٍ
كَمَدِيحِ شَاعِرِ أَحمَدٍ (حَسَّانِ)
وَأَنَا نَظَمتُ قَصِيدَتِي مُتَأَسِّيًا
فَامنُن وَجُد بِالخَيرِ ذَا الإِحسَانِ
وَأَقُولُ فِي خَتمِ القَصِيدَةِ زَاجِرًا
لِمَنِ اعتَدَى بِالسَّبِّ وَالعُدوَانِ:
أَقصِر فَإِنَّكَ أَبتَرٌ مُتَصَعلِكٌ
تَهذِي بِلَا عَقلٍ وَلَا إِمعَانِ
أُمَّاهُ عُذرًا فَالسِّبَابُ مَطِيَّةٌ
لِلحَاقِدِ النَّذلِ الحَسُودِ الجَانِي
سَنَذُبُّ عَنكِ وَنَفتَدِيكِ بَأَنفُسٍ
وَنَصُدُّ كُلَّ مُذَبذَبٍ حَيرَانِ
يَا أُمُّ هَاكِ هَدِيَّةً مَعسُولَةً
مَنظُومَةً كَقَلَائِدِ العِقيَانِ
أَرجُوكَ مَولَايَ احفَظَنِّ بِرَحمَةٍ
وَاقبَل بِمَنٍّ صَادِقَ الأَلحَانِ
|