مقتل أبي بن خلف :
وقلنا أن النبي صللى الله عليه وسلم قد أصيب في وجهه صلوات الله وسلامه عليه ، ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعيدا عن المعركة لحق به رجل يقال له أبي بن خلف من كفار مكة ويقول : أين محمد ؟ لا نجوتُ إن نجا. فقالوا: يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منا ؟(أي يقتله) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعوه"، فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة، فلما أخذها منه انتفض انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير ، ثم استقبله فطعنه فيها طعنة تدحرج منها عن فرسه مراراً. فحمل وأخذ إلى أهل مكة فقالوا له : ما لك؟ فقال: قتلني والله محمد، فقالوا له: ذهب والله فؤادك، والله إن بك من بأس(أي ما بك من بأس)، فقال: إنه قد كان قال لي بمكة:"أنا أقتلك" ، فوالله لو بصق علي لقتلني. فمات في الطريق. هذا الرجل أبي بن خلف لما كان النبي صلى اله عليه وسلم في مكة كان عنده فرس فيقول : يا محمد عندي فرس أعرفه كل يوم أقتلك عليها. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة: بل أنا قاتلك (أي أنا الذي سأقتلك) ، فوقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقتل صلوات الله وسلامه عليه عدو الله أبي بن خلف.
|