عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 2012-11-17, 06:15 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

غلطة الرماة
نصر الله المسلمين في هذه المعركة أي في أولها ، عند ذلك قام الرماة بترك أماكنهم وذلك أنهم أخطأوا في هذه المسألة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرهم أن لا يتركوا مكانهم أبدا ، ولكنهم لما رأوا الهزيمة ورأوا النساء تفرن ، ورأوا الرجال يفرون ظنوا أن المعركة قد انتهت، فنزلوا عن أماكنهم ، وكان عبد الله بن جبير بن المطعم قائد الرماة ، فأمرهم أن لا يتحركوا ، وأن يبقوا في أماكنهم كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فردوا عليه بأن القتال قد انتهى ونزلوا عن أماكنهم.

خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيش الإسلامي‏:
وقد ذكرنا في البداية أن خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل كانا قائدي الفرسان ، ولم يشاركا في هذه المعركة لأنهم ما كان لهم دور(أي فرسان قريش) لأن المسلمين كانوا قد أخذوا الأماكن الصحيحة في هذه المعركة . فلما رأى خالد بن الوليد الناس قد تركوا مكانهم أي الرماة قام خالد بن الوليد والتف خلف الجبل وأخذ مكان الرماة ، فصار المسلمون يتبعون كفار قريش فجاء خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل من خلف المسلمين ، ثم صاح في كفار قريش يناديهم، وصار يرمي هو ومن معه المسلمين في ظهورهم ، فوقع المسلمون بين فكي الكماشة ، فرجع كفار مكة فصار المسلمون في الوسط ، فوقع فيهم القتل (أي وقع القتل في المسلمين)، وصارت الفوضى لا يعلمون ماذا يفعلون في هذه المفاجأة التي ما كانوا يتوقعونها ، وفر من فر من المسلمين بعد هذه الفوضى التي رأوها وأن الكفار صاروا يقتلون منهم قتلا ذريعا لا يتركون أحدا إلا قتلوه ممن قالوهم بأيديهم أو بسهامهم . فمر أنس بن النضر بالمسلمين فقال‏ لهم:‏ ما تنتظرون ‏؟‏ قالوا‏:‏ قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم(وذلك أنه أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل فيمن قتل من المسلمين) ، فقالوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لهم أنس‏:‏ ما تصنعون بالحياة بعده ‏؟‏ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال‏:‏ اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشركين، ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ، فقال‏:‏ أين يا أبا عمر ‏؟‏ فقال أنس‏:‏ واها لريح الجنة يا سعد، إني أجده دون أحد، ثم مضي فقاتل القوم حتى قتل، فلم يعرفه أحد إلا أخته ببنانه، وذلك أنه وجد به بضع وثمانون طعنة أوضربة بسيف رضي الله عنه وأرضاه‏.‏

قال أنس بن مالك أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه(أي يريدون قتله) قال‏:‏ "من يردهم عنا وله الجنة ‏؟‏ أو هو رفيقي في الجنة ‏؟"‏ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم قام الثاني فقاتل حتى قتل ، حتى قتل السبعة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رَبَاعِيَته(أي أسنانه)، وشُجَّ في رأسه، فجعل يَمسح الدم صلوات الله وسلامه عليه ويقول‏:‏ ‏‏"‏كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم" صلوات الله وسلامه عليه، فأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏128‏]‏ ‏.‏
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" .
رد مع اقتباس