عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 2012-10-17, 06:01 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي

قتلى الفريقين:
وقد استشهد من المسلمين في هذه المعركة أربعة عشر رجلًا، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار‏.‏

وأما كفار مكة فقتل منهم سبعون، وأسر منهم مثلهم أي سبعون‏.‏ وعامتهم من القادة والزعماء ‏.‏

وعن أبي طلحة‏:‏ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش، فقذفوا في بئر يقال لها بدر ‏.‏ ثم مشى صلوات الله وسلامه عليه في اليوم الثالث وجاء إلى بدر، حتى قام على شفة الرَّكِىّ(أي على وجه البئر)، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، ‏‏"يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله‏ ؟‏ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا ‏؟‏‏"‏ فقال عمر‏:‏ يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها‏؟‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم‏‏ ، ولكن لا يجيبون‏".‏ وهذا الحديث متفق عليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم أحيا الله له أولئك القوم وأسمعهم كلامه، وإلا المشهور عند أهل العلم أن الميت لا يسمع إلا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم :" إنه ليسمع قرع نعالهم". فأما بعد ذلك فمشغول بنفسه، وأهل الأرض كذلك مشغولون بأنفسهم.

مكة تتلقى نبأ الهزيمة
قال ابن إسحاق‏:‏ وكان أول من قدم بمصاب قريش رجل يقال له الحَيْسُمَان بن عبد الله الخزاعى، فقالوا‏:‏ ما وراءك‏؟‏(أي أهل مكة).قال‏:‏ قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام(يعني أبا جهل) ،وأمية بن خلف، في رجال من الزعماء سماهم‏.‏ فلما أخذ يعد أشراف قريش قال صفوان بن أمية وهو عند الحِجْر‏:‏ والله إن يعقل هذا، فاسألوه عنى(يعني الحجر يريد)‏.‏ قالوا‏:‏ ما فعل صفوان بن أمية‏؟‏ قال‏:‏ ها هو ذا جالس في الحجر، وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا‏.‏

هكذا تلقت مكة أنباء الهزيمة الساحقة في ميدان بدر.

ومن الطرائف أن رجلا يقال له الأسود بن المطلب أصيب ثلاثة من أبنائه يوم بدر، وكان يحب أن يبكي عليهم، وكان ضرير البصر، فسمع ليلًا صوت نائحة، فبعث غلامه، وقال‏:‏ انظر هل أحل النَّحْبُ‏؟‏(يعني هل أحل البكاء ؟ يريد هو أن يبكي لأنه عندهم ممنوع هذا الأمر حتى لا يذكر الناس بهذه المصيبة)قال: أنظر هل أحل النحب؟ هل بكت قريش على قتلاها‏؟‏ لعلي أبكي على أبي حكيمة ـ ابنه ـ فإن جوفي قد احترق، فرجع الغلام وقال‏:‏ إنما هي امرأة تبكى على بعير لها أضلته.
فقال‏ الأسود بن المطلب:‏
أتبكي أن يضل لها بعير*** ويمنعها من النوم السهود
فلا تبكي على بكر ولكن *** على بدر تقاصرت الجدود
على بدر سراة بني هصيص *** ومخزوم ورهط أبي الوليد
وبكى إن بكيت على عقيل *** وبكى حارثا أسد الأسود
وبكيهم ولا تسمى جميعا *** وما لأبي حكيمة من نديد
ألا قد ساد بعدهم رجال *** ولولا يوم بدر لم يسودوا




المدينة تتلقى أنباء النصر

قال أسامة بن زيد‏:‏ أتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي خلفنى عليها مع عثمان وذلك أن خبر انتصار المسلمينفي بدر جاء وأسامة بن زيد قد فرغ مع عثمان رضي الله عنهما من دفن رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة عثمان بن عفان‏.‏


قضية الأسرى:

إن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين أسروا جمعا من أهل مكة من الكفار ، ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة استشار أصحابه في الأسرى ، فقال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعَشِيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله، فيكونوا لنا عضدًا‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"ما ترى يابن الخطاب‏؟‏‏" قال‏:‏ قلت‏:‏ والله ما أرى ما رأى أبو بكر(يعني أخالف )، ولكن أرى أن تمكننى من فلان ـ وكان قريبا له ـ فأضرب عنقه، وتمكن عليًا من عَقِيل بن أبي طالب فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين‏.‏ وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم‏.‏

فهوى النبي أي اختار صلوات الله وسلامه عليه ما قال أبو بكر ، وأخذ منهم الفداء‏. فلما كان من الغد قال عمر‏:‏ غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فإذا هما يبكيان، فقلت‏:‏ يا رسول الله، أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك‏؟‏ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أبكى للذى عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، فقد عرض علىّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة". وأشار إلى شجرة قريبة‏.‏

وأنزل الله تعالى‏:‏ {‏مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏67، 68‏]‏‏.‏ حتى يثخن في الأرض أي لكي يثخن في الأرض.

أما الكتاب الذي سبق من الله تبارك وتعالى هو قول الله جل وعلا ‏:‏ {‏فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 4‏]‏‏.‏وذلك أن قائد الجيش إذا أسر المشركين فهو مخير بين أربعة أمور:إما أن يقتلهم ، وإما أن يفاديهم بمال أو مقابل أسرى أو بما شابه ذلك ، وإما أن يعفو عليهم ، وإما أن يسترقهم أي يصيرون عبيدا عند المسلمين.
و النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفداء من بعضهم ومن على بعضهم صلوات الله وسلامه عليه.
رد مع اقتباس