
2012-10-17, 05:53 PM
|
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
|
|
الرسول صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ونزول الملائكة:
فقام النبي صلى الله عليه وسلم يناشد ربه تبارك وتعالى . وذلك ذكرنا أن قريشا كان معهم سبعين فرسا والمسلمين لم يكن معهم إلا فرسين اثنين فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا". وبالغ في الابتهال (أي في الدعاء) ورفع يده حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، وقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك.
عند ذلك أوحى الله تبارك وتعالى إلى الملائكة: {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ} [الأنفال: 12]،وأوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم: {أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] ـ أي إنهم ردف لكم يساعدونكم.
فأغفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة واحدة، ثم رفع رأسه فقال: "أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثَنَاياه النَّقْعُ" على ثناياه النقع يعني الغبار) .
ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من باب العريش وهو يثب في الدرع ويقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر:45] ،ثم أخذ حَفْنَةً من الحَصْبَاء(أي الحصب التي في الأرض)، فاستقبل بها قريشًا وقال: "شاهت الوجوه" فرمى بها
صلوات الله وسلامه عليه في وجوههم، فما من أحد إلا وأصابه ما رماه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا قول الله تبارك وتعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال:17]. وشدَّ المسلمون على الكفار فكان النصر.
ولابأس أن نذكر بعض الحكايات هنا منها ما وقع لعمير بن الحُمام رضي الله عنه وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليهم وقال: "والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة" . وكان يقول: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض"، فقام عُمَيْر بن الحُمَام فقال: يا رسول الله بَخْ بَخْ(بخ بخ كلمة تعني طيب طيب أي شيء جيد). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يحملك على قولك: بخ بخ؟" فقال: لا، والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها(أي من أهل هذه الجنة)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مبشرا له: "فإنك من أهلها".فأخرج تمرات رضي الله عنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه إنها لحياة طويلة، فرمى التمرات ثم دخل فقاتل حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه .
يقول ابن عباس: بينما رجل من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه(يعني يجري خلفه) إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حَيْزُوم، فنظر إلى المشرك أمامه، فجاء الأنصارى فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة"(يعني رأى رجلا في السماء يقول أقدم حيزوم وهو ملك على فرس يقاتل مع المسلمين يقول فنظر إلى المشرك أمامه يعني صرع المشرك أمامه.
وقال أبو داود المازنى: إني لأتبع رجلًا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيرى، وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا،وذلك أن العباس خرج مع المشركين وكان كارها فخرج أسيرا أسير العباس ، فجاء هذا الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أسرت العباس. فقال العباس: إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح، من أحسن الناس وجهًا على فرس أبْلَق(أبلق يعني أبيض)، وما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اسكت فقد أيدك الله بملك كريم" وذلك أن الملائكة نزلت تقاتل مع المسلمين في تلك المعركة.
هزيمة المشركين ومقتل أبي جهل:
وفي نهاية المعركة وهزيمة المشركين ، أخذ المشركونيسيرون وقتل منهم من قتل وكان ممن قتل أبو جهل ، قال عبد الرحمن بن عوف : إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن شمالي فتيان حديثا السن ، إذ قالا لي ياعم أرنا أبا جهل ، أين أبو جهل ؟فقال: فما تصنعان به ؟ قالا: أخبرنا أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم . هذه الغيرة شابان صغيران يغاران على عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقولان : سمعنا أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عبد الرحمن بن عوف: والذي نفسي بيده ، لئن رأيته لأخبرتكم.
يقول : قالا : والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. فتعجببت لذلك . يقول: فلم أنشب أن رأيت أبا جهل يجول في الناس. فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه (أي هذا أبو جهل اذهبا إليه)، يقول: فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـقال: "أيكما قتله؟" فقـال كـل واحد منهما: أنا قتلته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل مسحتما سيفيكما؟" فـقالا: لا.يقول فنـظر النبي صلى الله عليه وسلم إلــى السيفـين فقال: "كلاكما قتله" .
المهم أنه لما سقط أبو جهل جاءه عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه فقال له: قد أخزاك الله يا عدو الله. قال أبو جهل -على ما كان من كفره وعناده لأنه كان من شجعان العرب-: هل فوق الرجل قتلتم ؟ (يعني أنا رجل قتلتم فبما تفرحون) فقال أبو جهل لعبد الله بن مسعود: لمن الدائرة اليوم؟ قال: لله ورسوله، فقال ابن مسعود ـ ووضع رجله على عنق أبي جهل-. فقال أبو جهل لعبد الله بن مسعود: لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم (أنت تضع قدمك علي)، وكان ابن مسعود رضي الله عنه من رعاة الغنم .
يقول لأبن مسعود رضي الله عنه:فاحتزت رأسه(يعني قطعت رأسه عند ذلك)، ثم ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الرأس قال: "هذا فرعون هذه الأمة".
|