
2012-07-29, 02:38 AM
|
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
|
|
السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)
النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة وأم معبد:
ومر النبي صلى الله عليه وسلم في سيره ذلك حتى أتى خيمة امرأة يقال لها فسألها النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر: هل عندك شيء؟ قالت: والله ما عندنا شيء ما أعوزكم، القِرَى والشاء عازب( أي ما عندي شيء)، وكانت سَنَةٌ شَهْباء. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة(أي شاة صغيرة في مؤخرة الخيمة )، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم( هي ضعيفة ما تصلح حتى أن تسير مع الغنم )، فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك(أي ما فيها شيء). فقال: أتأذنين لى أن أحلبها؟ قالت: نعم بأبي وأمي إن رأيت فيها حلبًا فاحلبها. فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمى الله ودعا، فتَفَاجَّتْ عليه ودَرَّتْ، فدعا بإناء لها ، فحلب فيه حتى علته الرغوة(أي كثر اللبن)، فسقاها، فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه(يعني عامر وعبد الله بن أريقط وأبا بكر) حتى رووا، ثم شرب، وحلب فيه ثانيًا، حتى ملأ الإناء، ثم غادر صلوات الله وسلامه عليه.
يعد ذلك جاء زوجها( زوج أم معبد) يسوق ماعزا عجافا ما فيها لبن فهي سنة شهباء كما قالت ، فلما رأى اللبن عجب، فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب، ولا حلوبة في البيت؟ فقالت:لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا(ذكرت له ما وقع)، فقال زوجها : إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه، صِفِيه لى يا أم معبد، فوصفته بصفات ، فقال لها: هذا والله من يبحث عنه أهل مكة.
وقيل أن الناس سمعت أشعارا وقيل أنها للجن، أنها قالت:
جزى الله رب العرش خير جزائه ** *رفيقين حَلاَّ خيمــتى أم مَعْبَــدِ
هـمـا نزلا بالبِـــرِّ وارتحلا به *** وأفلح من أمسى رفيق محمــد
فيا لقُصَىّ مــا زَوَى الله عنكــم *** به من فعال لا يُحَاذى وسُــؤْدُد
لِيَهْنِ بني كعـب مكــان فَتاتِهــم *** ومقعدُهـا للمؤمنـين بَمْرصَـد
سَلُوا أختكم عن شاتهـا وإنائهـا *** فإنكم إن تسألوا الشـاة تَشْـهَـــد
|