عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 2012-07-29, 12:49 AM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)


هجرة النبي صلى الله عليه وسلم: (تابع)
ولما هدأت قريش في الطلب ، وذلك أنهم شعروا بالعيب وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أفلت ، تهيأ النبي صلى الله عليه وسلم للخروج من الغار ، والإتجاه المرة الثانية إلى المدينة .
ولكن عبد الله بن أبي بكر كما قلنا كان يأتيهما بالأخبار ، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل أجير عبد الله بن أُرَيْقِط وهذا كان دليلا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر (يعني يدلهما على الطريق إلى المدينة)، وكان كافرا ومع هذا استعان به النبي صلى الله عليه وسلم . ولذلك قال أهل العلم تجوز الإستعانة بالكافر عند الحاجة إليه . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطى عبد الله بن أريقط الراحلتين ووعده في غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما، كيف النبي صلى الله عليه وسلم قد استأمنه وهو كافر كان يمكن أن يخبر قريش بمكان النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ مائة ناقة ، ولكنه ماستأمنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا لأنه كان أمينا، فلما كان ليلة الاثنين جاءهما عبد الله بن أريقط بالراحلتين، فقال أبو بكر للنبى صلى الله عليه وسلم ‏:‏ بأبي أنت يا رسول الله ، خذ إحدى راحلتي هاتين(أي لك)، وقرب إليه أفضلهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن‏.‏
وأتتهما أسماء بنت أبي بسُفْرَتِهما(يعني بالطعام)، ونسيت أن تجعل لها عِصَامًا(شيء تربط به)، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة، فإذا ليس لها عصام، فشقت نطاقها قسمين، فعلقت السفرة بأحد هذين القسمين، وانتطقت بالآخر ولذلك سميت بذات النطاقين‏.‏
روى البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق، لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة، لها ظل لم تأت عليها الشمس، فنزلنا عندها، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانًا بيدى، ينام عليه، وبسطت عليه فروة، فقلت‏:‏ نم يا رسول الله ، وأنا أنفض لك ما حولك، فنام، وخرجت أنفض ما حوله(ينفض ما حوله يعني ينظر إلى الطريق)،يقول: فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها مثل الذي أردنا(يريد أن ينام تختها)، فقلت له‏:‏ لمن أنت يا غلام‏؟‏ فقال‏:‏ لرجل من أهل المدينة أو مكة‏.‏ قلت‏:‏ أفي غنمك لبن‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قلت‏:‏ أفتحلب‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ يقول:فأخذ شاة، فقلت‏:‏ انفض الضرع من التراب والشعر والقَذَى، فحلب في كعب كُثْبة من لبن(يعني إناء صغير)،يقول: ومعى إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم، يرتوى منها، يشرب ويتوضأ،يقول: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه، فوافقته حين استيقظ(أي انتظرته حتى استيقظ)، يقول:فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت‏:‏ اشرب يا رسول الله ،يقول: فشرب حتى رضيت، ثم قال‏:‏ ‏"ألم يأن الرحيل‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ بلى، قال‏:‏ فارتحلنا‏.‏
وتابع النبي صلى الله عليه وسلم وأبا رجل يقال له سُرَاقة بن مالك بن جعشم‏.‏ قال سراقة‏:‏ بينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومى بني مُدْلج، أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال‏:‏ يا سراقة، إني رأيت آنفًا أسْوِدَة بالساحل، أراها محمدًا وأصحابه‏.‏ قال سراقة‏:‏ فعرفت أنهم هم، فقلت له‏:‏ إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا انطلقوا بأعيننا ، يقول: ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت، فأمرت جاريتى أن تخرج فرسى، وهي من وراء أكَمَة، فتحبسها عَلَىَّ(حتى لا يراها الناس)،يقول: وأخذت رمحى، فخرجت به من ظهر البيت، فخَطَطْتُ بزُجِّهِ الأرض، وخَفَضْتُ عاليه، حتى أتيت فرسي( يعني اختبأ حتى لا يراه أحد حتى وصل إلى الفرس) يقول:فخررت عليها، فقمت، فأهويت يدى إلى كنانتى، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها، أضُرُّهُمْ أم لا‏؟‏ (هذا من جهلهم ) يقول: فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الأزلام ، يقول: حتى إذا اقتربت من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات (أي خوفا عن النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيه أحد)، يقول :فسَاخَتْ يدا فرسى في الأرض(أي غرقت في الأرض)يقول: حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها(سقطت)، ثم زجرتها فنهضت، فلم تَكَدْ تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان، يقول: فاستقسمت بالأزلام مرة ثانية، فخرج الذي أكره(يعني تقول لا تتبعهما)، فناديتهم بالأمان(يعني ناديت أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم الأمان الأمان أي أريد أن أكلمكما)، يقول: فوقفوا، فركبت فرسى حتى جئتهم، ووقع في نفسى حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم (أي من الفرس منعة) أن سيظهر أمْرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له‏:‏ إن قومك قد جعلوا فيك الدية، يقول: وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَأني(أي لم يتقبلا مني )، ولم يسألأني إلا أن قال‏:‏ ‏إَخْفِ عنا‏(أي الذي نريد أن تخفي عنا هذا الأمر)،يقول: فسألته أن يكتب لى كتاب أمْنٍ( يعني إذا فتح الله عليه)،يقول: فأمر عامر بن فُهَيْرة، فكتب لى في رقعة من أدم، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
ورجع سراقة بن مالك فوجد الناس في الطلب (يعني إلى الآن الناس عندها الأمل في أنها ستجد النبي صلى الله عليه وسلم )فجعل يقول‏:‏ قد استبرأت لكم الخبر(أي عندي الخبر اليقين)، قد كفيتم ما هاهنا‏(سبحان الله في أول الأمر يريد قتلهما يريد يريد الدية أو الثمن الذي جعله أهل مكة لهم وفي آخر النهار جعل يدافع عنهما ويخفي أمرهما فهذا من الله تبارك وتعالى كيف أنه يريد أن يحفظ نبيه صلى الله عليه وسلم .
رد مع اقتباس