عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 2012-07-28, 12:23 AM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)



طلائـع الهجـرة :


وبعد أن تمت بيعة العقبة الثانية بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل المدينة، أهل طيبة بدأ المسلمون يهاجرون ، وحاول المشركون صد المسلمين عن الهجرة ‏.‏

و كان أول المهاجرين أبو سلمة هاجر قبل العقبة الكبرى بسنة على ما قاله ابن إسحاق وغيره وأخذ معه زوجته وابنه(أي أخذ أمة سلمة وولدهما سلمة)، فجاءه أصهاره(أي أهل زوجته)‏:‏ فقالوا له أما نفسك لا نستطيعها (أي ما نستطيع أن نمنعك من الهجرة)، أرأيت صاحبتنا هذه‏؟‏ علام نتركك تسير بها في البلاد‏؟‏فوالله لا ندعها معك ،فأخذوا منه زوجته( ومن الطبيعي جدا أن ولده سلمة الصغير أرجع مع أمه)، فغضب آل أبي سلمة : كيف تأخذون من الرجل زوجته .فقالوا إذا فعلتم ذلك فنحن نأخذ إبننا . فأخذو سلمة من أمه فتشتت أمر هذه العائلة الصغيرة. أبو سلمة هاجر ، أم سلمة أخذها قومها ، وسلمة أخذه قوم أبيه.
وانطلق أبو سلمة وحده إلى المدينة ، وكانت أم سلمة بعد ذهاب زوجها وأخذ ابنها منها تخرج إلى الأبطح تبكى حتى تمسى، واستمرت على ذلك الأمر سنة كاملة وهي تبكي فراق زوجها وفراق ابنها، فرق لها أحد ذويها وقال‏:‏ ألا تخرجون هذه المسكينة‏؟‏ فرقتم بينها وبين زوجها وولدها، فقالوا لها‏:‏ الحقى بزوجك إن شئت، فذهبت إلى أهل زوجها فأعطوها ولدها ، ثم هاجرت خلف زوجها إلى المدينة ، ولكنها لما خرجت لم يكن معها أحد فلقيها في الطريق عثمان بن طلحة ، بعد أن عرف حالها شيعها (أي تابعها وسار معها يجاريها في السير )حتى وصل بها إلى المدينة، فلما وصل إلى المدينة ، قال‏:‏ زوجك في هذه القرية فادخليها على بركة الله ، ثم انصرف إلى مكة‏.‏
هذه صورة من المهاجرين ، وكيف عانوا في خروجهم من مكة إلى المدينة فارين بدينهم.
وهذه صورة أخرى وهي هجرة صُهَيْب بن سِنان الرومى أبو يحيى رحمه الله تبارك وتعالى ورضي عنه ، وذلك أنه لما أراد الهجرة جاءه كفار مكة وقالوا: ‏:‏ أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت(أي من المال)، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك‏؟‏ والله لا يكون ذلك‏( سبحان الله ما سرق مالهم ولا غشهم ولا رباهم ، وإنما اشتغل بعرق جبينه ، ومع هذا قالوا لا تخرج أنت بمالك أبدا).‏ فقال لهم صهيب‏:‏ أرأيتم إن جعلت لكم مالى أتخلون سبيلى‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ فأني قد جعلت لكم مالى، فبلغ هذا الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏‏ربح البيع ، ربح البيع‏‏.‏
ذكر بعض أهل العلم أن قول الله تبارك وتعالى :" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد: أنها نزلت في صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه وأرضاه.
رد مع اقتباس