
2012-07-27, 12:22 PM
|
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
|
|
السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)
مصعب بن عمير والنجاح الباهر الذي حققه:
ثم بعد ذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير يدعوهم إلى الإسلام ، ونجح مصعب بن عمير نجاحا باهرا في دعوته إلى الله تبارك وتعالى ، وهاتان قصتان لرجلين أسلما على يد مصعب بن عمير ، فكان في إسلامهما خير عظيم لهذا الدين العظيم .
وقصتهما كما يلي:
أن أسعد بن زرارة خرج يومًا مع مصعب بن عمير يريد دار بني عبد الأشهل ودار بني ظَفَر، فدخلا في حائط من حوائط بني ظفر، وجلسا على بئر يقال لها: بئر مَرَق، واجتمع إليهما رجال من المسلمين ـ وسعد بن معاذ وأُسَيْد بن حُضَيْر كانا سيدي قومهما من بني عبد الأشهل وكانا على الشرك ـ فلما سمعا بذلك قال سعد بن معاذ لأسيد بن خضير : اذهب إلى هذين يعني[ سعد بن زرارة ومصعب بن عمير] اللذين قد أتيا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما، وانههما عن أن يأتيا دارينا، فإن أسعد بن زرارة ابن خالتي، ولولا ذلك لكفيتك هذا.[ سعد بن معاذ كان سيد الأوس قال لأسيد بن حضير اذهب وانههما أي إنه أسعد بن زرارة ، ومصعب بن عمير أنا لا أستطيع لأن سعد بن زرارة ابن خالتي أخشى أن يقع بيننا قطيعة ، أنت ليس بينك وبينه رحم] .
فأخذ أسيد حربته وأقبل إليهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه، قال مصعب: إن يجلس أكلمه. يقول:فجاء أسيد فوقف عليهما متشتمًا [أي يسبهما]، وقال: ما جاء بكما إلينا؟ تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره، فقال: أنصفت، ثم ركز حربته وجلس، فكلمه مصعب ، وتلا عليه القرآن ، وبين له دين الله تبارك وتعالى ، وكيف أن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، من عبادة الأصنام إلى عبادة رب العباد سبحانه وتعالى وصار يقرأ القرآن وبين له الإسلام. قال: فو الله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم،وذلك في إشراقه وتهلله، ثم قال لهم أسيد : ما أحسن هذا وأجمله؟ كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟
قالا له: اغتسل، وطهر ثوبك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلى ركعتين. فقام واغتسل، وطهر ثوبه وتشهد وصلى ركعتين، ثم قال: إن ورائى رجلًا إن تبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه[يعني سعد بن معاذ]، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد في قومه، وهم جلوس. فقال سعد: أحلف بالله لقد جاءكم بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم.
فلما وقف أسيد على قومه قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما فقالا: نفعل إن أحببت.
وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه[ بنو حارثة لن يقتلوا أسعد بن زرارة ولكن هكذا تصرف أسيد بن حضير رضي الله عنه ليثير سعد بن معاذ ليقوم ويدافع على ابن خالته أسعد بن زرارة] .يقول: فقام سعد مغضبًا للذى ذكر له، فأخذ حربته، وخرج إليهما، فلما رآهما مطمئنين عرف أن أسيدًا إنما أراد منه أن يسمع منهما[ عرف انه لا أحد سيقتل أسعد بن زرارة ولكن علم أن أسيد بن حضير أراد منه أن يسمع كما سمع]،يقول: فوقف عليهما متشتمًا[ كما فعل أسيد بن حضير]، ثم قال لأسعد بن زرارة: والله يا أبا أمامة، لولا ما بينى وبينك من القرابة ما رُمْتَ هذا مني، تغشانا في دارنا بما نكره؟
وكان قد قال أسعد بن زرارة لمصعب لما رأى سعد بن معاذ من بعيد: جاءك والله سيد من ورائه قومه، إن يتبعك لم يتخلف عنك منهم أحد، فقال مصعب لسعد بن معاذ لم وصل إليهما: أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره، قال: أنصفت، ثم ركز حربته فجلس. فعـرض عليــه الإسلام، وقـرأ علـيه القـرآن، يقول: فعرفنـا والله في وجهـه الإسلام قبـل أن يتكلم ، ثـم قـال: كيـف تصنـعون إذا أسلمتـم؟ فقالا له كما قالا لأسيد: ففعلكما فعل أسيد.
فلما رجع إلى قومه قال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمرى فيكم؟[ أي ما مكانتي فيك؟] قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علىّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله.يقول: فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ومسلمة، إلا رجل واحد يقال له الأُصَيْرِم وهو قد أسلم يوم أحد.
وأقام مصعب في بيت أسعد بن زرارة يدعو الناس إلى الإسلام، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون.
|