
2012-07-26, 08:04 PM
|
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
|
|
السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)
الإسراء والمعراج وفرض الصلاة: يقول صلى الله عليه وسلم : ثم فرضت علي الصلاة ، خمسين صلاة كل يوم ، فأوحى الله إلي ما أوحى ثم رفع جبريل رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه عند سدرة المنتهى في صورته ، له ست مائة جناح في حلة من رفرف قد سدّ الأفق ، ينفض من ريشه من التهاويل والدُّرِّ والياقوت ما الله به عليم،(هذا خلق الله تبارك وتعالى) .
يقول: ووجد صلى الله عليه وسلم اسمَه مكتوباً في السماءِ محمدٌ رسولُ الله قال : فنزلت (أي من السماء السابعة بعدما فرضت عليه الصلاة)يقول: فرجعت فمررت على موسى صلى الله عليه وسلم. يقول: فاحتبسَه موسى فقال : يا محمد بما أُمِرْتَ ؟ قلت : أمرتُ بخمسينَ صلاةً في اليوم والليلة . فقال له موسى صلى الله عليه وسلم: إني عالجتُ بني إسرائيلَ قبلَكَ ، وإنَّ أمَّتَكَ لا تَستطيعُ خمسينَ صلاةً في اليوم واللية تؤديها ، وإني والله قد جَرَّبتُ الناسَ قبلَكَ ، وعالجت بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ ، فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ لأمتك . فالتَفَتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى جبريلَ كأنه يستشيرُه في ذلك (يعني أرجع أو لا أرجع). فأشارَ إليه جبريلُ : أن نعم إن شئتَ ، فرجع به جبريل إلى ربه تبارك وتعالى قول:فقلت : يا ربِّ خفِّفْ على أمتي فإن أمتي لا تستطيعُ يقول: فحَطَّ عني خمساً ، فرجعت إلى موسى , فقلت : حطَّ عني خمساً. فقال موسى: إن أمتَكَ لا تستطيع فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ .و ما زال النبي صلى الله عليه وسلم بين ربه وموسى ، حتى أمره الله تبارك وتعالى بخمس صلوات . قال : فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم . قال: يا محمد ، قال: لبيك وسعديك (أي قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبيك وسعديك ).
قال: إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر(أي من الحسنات) فذلك خمسون صلاة هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي( وهنا لا بد أن نقف: لو نظرنا الآن إلى أحوال المسلمين وكيف هم يتثاقلون عن هذه الصلوات الخمس ، كيف لو كان الأمر كما كان في أوله ، كيف لو كانت خمسين صلاة من سيؤديها ؟ من سيحرص عليها ؟ لا شك أن موسى صلوات الله وسلامه عليه كان حكيما عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف، وكان الله تبارك وتعالى يعلم أن موسى سيطلب من محمد صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى ربه ، ولذلك الله جل وعلا برحمته جل وعلا جعلها خمسا في العمل ولكنه أبقى الأجر على خمسين ، فلله الحمد والمنة).
وقال الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا. ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة .
قال : فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: بما أُمِرت. قلت: خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشرة أمثالها ، أمرت بخمس صلوات كل يوم وليلة. فقال صلوات الله وسلامه عليه(أي موسى) : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك (أي أطلب أقل من خمس يقول موسى للنبي صلى الله عليهما وسلم)، يقول : فقلت: سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم، يقول : فلما جاوزت نادى مناد : أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي ، وجعلت الحسنة بعشر أمثالها.
|