عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2012-07-16, 03:45 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 203
افتراضي


الرضاعة والمنشأ:
لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم أول من أرضعته ثويبة، وهي مولاة عمه أبي لهب ، وكانت ثويبة هذه قد أرضعت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عمه حمزة ،ولذلك حمزة رضي الله عنه يكون أخا للنبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أمهما جميعا ثويبة مولاة أبي لهب .
ولم يدم هذا الأمر طويلا ، وذلك أنه كان من عادة العرب أنهم يلتمسون المراضع لأولادهم ،[ أي المرضعات] ، فكان العرب يحبون أن تأتي المرضعة من خارج مكة فتأخذ الوليد فترضعه لمدة سنتين ثم تفطمه وتعيده إلى أمه .
ونترك حليمة السعدية تذكر لنا قصتها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، تقول حليمة السعدية : إنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء . قالت : وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا (شهباء يعني ما في زرع ولا ماء ) قالت : فخرجت على أتان لي قمراء (الأتان هو الحمار. قمراء يعني بيضاء) تقول :معنا شارف لنا (و الشارف هي الناقة ) تقول: والله ما تبض بقطرة (يعني ما فيها حليب أبدا ) وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع ، والله ما في ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه ، ولكن كنا نرجو الغيث والفرج . تقول : فخرجت على أتاني تلك حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه ، وذلك إذا قيل لها أنه يتيم ، وذلك كنا نرجو المعروف من أب الصبي. فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده ، فنكرهه لذلك . تقول فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري . فلما أجمعنا على الانطلاق (أي عزمنا على الرجوع ) قلت لصاحبي (أي زوجها) إني أكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا ، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلأخذنّه .قال :لا عليك أن تفعلي ، عسى الله أن يجعل فيه بركة .
[سبحان الله هذه المسكينة حليمة السعدية لا تدري أنّ الخير والبركة كلها عند هذا اليتيم صلوات الله وسلامه عليه]. الشاهد : تقول: فرجعت إليه فأخذته فما حملني على أخذه إلا أنني لم آخذ غيره . قالت : فلما أخذته رجعت به إلى رحلي ، فلما وضعته في حجري أقبلا عليه ثدياي بما شاءا من لبن ، فشرب حتى روي وشرب معه أخوه (أي ولدها )حتى روي ثم ناما . تقول : وما كنا ننام معه قبل ذلك من بكاء الولد . تقول :وقام زوجي إلى شارفنا تلك[ أي الناقة] فإذا هي حافل (أي مملوءة لبنا ضرعها مملوء لبنا) تقول: فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا ، فبتنا بخير ليلة . تقول:فقال لي صاحبي(أي زوجها) حين أصبحنا :تعلمي والله يا حليمة قد أخذت نسمة مباركة. قالت:فقلت: والله إنني لأرجو ذلك .قالت :ثم خرجنا فركبت أتاني وحملته عليها معي (أي حملت النبي صلى الله عليه وسلم)تقول:فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شيء من حمرهم (أي سبقتهم في المسير) حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا بنت أبي ذؤيب ويحكِ أربعي علينا (يعني لا تسرعين انتظرينا) أربعي علينا أليست هاته أتانك التي كنت خرجت عليها ؟ فأقول لهن: بلى والله إنها لهي هي .فيقلن :والله إن لها شأنا . قلت :ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد فلا أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها (يعني قاحلة ليس فيها زرع ولا ماء) تقول :فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا بها معنا شباعا لبنا (أي الغنم تخرج ثم ترجع فإذا هي شبعانة وفيها لبن ) فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن (لأن الأرض جدباء). تقول : ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب ،فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعا لبنا ، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مرت سنتاه وفصلته (أي فطمته أي فطمت النبي صلى الله عليه وسلم ) تقول:وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان ، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا (أي قويا ظاهرا) قالت:فقدمنا به على أمه [لأن بينهم وبين أمه وعد بعد سنتين يعيدان إليها النبي صلى الله عليه وسلم ].تقول: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا ،(في البداية ما تريده الآن تريده صلوات الله وسلامه عليه) تقول:فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته ، فكلمنا أمه وقلنا لها لو تركت ابني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة قالت : فلم نزل بها حتى ردته معنا .(هي ما تريد النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تخشى عليه وباء مكة ولكن تريده لما رأت الخير كله عند النبي صلى الله عليه وسلم ،فهي لا تخشى عليه الوباء ولكنها تريده لما رأت عليه من الخير عند مجيئه صلى الله عليه وسلم ) تقول:فما زلت بها حتى ردته معنا .
رد مع اقتباس