
2012-06-11, 10:31 PM
|
عضو من أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2010-02-23
المشاركات: 2,506
|
|
الصحابي الجليل أبي بن كعب
أُبي بن كعب سيد المسلمين
هو أُبي بن كعب بن قيس بن عبيدالنجار أبو منذر الأنصاري الخزرجي
كان قبل الإسلام حبرا من أحبار اليهود ، مطلعا على الكتب القديمة ولما
أسلم كان في كتاب الوحي ، شهد العقبـة و بدرا وبقية المشاهـد وجمع
القرآن في حياة الرسـول صلى الله عليه وسلم وكان رأسا في العلم
وبلغ في المسلمين الأوائل منزلة رفيعة ، حتى قال عنه عمر بن الخطاب
رضي الله عنه : ( أبي سيد المسلمين )
كتابة الوحي
كان أُبي بن كعب رضي الله عنه في مقدمة الذين يكتبون الوحي ويكتبون
الرسائل ، وكان في حفظه القرآن وترتيله وفهم أياته من المتفوقين ، قال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا أُبي بن كعب ، اني أمرت أن أعرض عليك القرآن "
وأُبي رضي الله عنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يتلقى
أوامره من الوحي هنالك سأل الرسول الكريم في نشوة غامرة :
( يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، وهل ذكرت لك باسمي ؟ )
فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم :
" نعم ، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى "
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أقـرأ أمتي أُبي "
علمه
سأله النبي صلى الله عليه وسلم يوما :
" يا أبا المنذر ، أي أية من كتاب الله أعظم ؟ "
فأجاب رضي الله عنه قائلا : ( الله ورسوله أعلم )
وأعاد النبي صلى الله عليه وسلم سؤاله :
" يا أبا المنذر ، أي أية من كتاب الله أعظم ؟ "
وأجاب أُبي رضي الله عنه : ( الله لا اله الا هو الحي القيوم )
فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم صدره بيده ، وقال له والغبطة
تتألق على محياه : " ليُهنِكَ العلم أبا منذر "
وعن أُبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
بالناس ، فترك آية فقال : " أيكم أخذ علي شيئا من قراءتي ؟ "
فقال أُبي رضي الله عنه : ( أنا يا رسول الله ، تركتَ آية كذا وكذا )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" قد علمتُ إن كان أحد أخذها علي فإنك أنت هو"
وقال أُبي بن كعب لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما :
( يا أمير المؤمنين إني تلقيتُ القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب )
زهده
كان أُبي رضي الله عنه اذا تحدث للناس استشرفته الأعناق والأسماع في
شوق واصغاء ، ذلك أنه من الذين لم يخافوا في الله أحدا ، ولم يطلبوا من الدنيا غرضا..
عن جُندب بن عبد الله البجلي قال :
أتيت المدينة ابتغاء العلم ، فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا
الناس فيه حلَق يتحدثون ، فجعلت أمضـي الحلق حتى أتيت حلقـة فيها رجل
شاحب عليه ثوبان كأنما قـدم من سفرفسمعته يقول :
( هلك أصحاب العُقـدة ورب الكعبـة ، ولا آسى عليهم )
أحسبه قال مرارا ..
فجلست إليه فتحدث بما قضي له ثم قام ، فسألت عنه بعدما قام قلت : من هذا ؟
قالوا : هذا سيد المسلمين أُبي بن كعب
فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رث المنزل رث الهيئة ، فإذا هو رجل زاهد
منقطع يشبه أمره بعضه بعضا .
ورعه وتقواه
قال أُبي بن كعب رضي الله عنه :
( يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك في صلاتي ؟ )
قال صلى الله عليه وسلم : " ما شئت ، وإن زدت فهو خير"
قال : ( الربـع ؟ )
قال صلى الله عليه وسلم : " ما شئـت ، وإن زدت فهو خير"
قال : ( أجعل النصـف ؟ )
قال : " ما شئـت ، وإن زدت فهو خير "
قال : ( الثلثيـن ؟ )
قال : " ما شئـت ، وإن زدت فهو خير"
قال : ( اجعـل لك صلاتي كلها ؟ )
قال : " إذا تُكفـى همك ويغفر ذنبك "
وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى ، ظل أُبي
رضي الله عنه على عهده في عبادته وقوة دينه ، وكان دوما يذكر
المسلمين بأيام الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول :
( لقد كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ووجوهنا واحدة ، فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يمينا وشمالا )
وعن الدنيا يتحدث ويقول :
( ان طعام ابن آدم ، قد ضرب للدنيا مثلا ، فان ملحه وقذحه فانظر الى ماذا يصير ؟ )
وحين اتسعت الدولة الاسلامية ورأى المسلمين يجاملون ولاتهم ، أرسل كلماته المنذرة :
( هلكوا ورب الكعبة ، هلكوا وأهلكوا ، أما اني لا آسى عليهم ، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين )
وكان أكثر ما يخشاه هو أن يأتي على المسلمين يوما يصير بأس أبنائهم بينهم شديد .
وقعة الجابية
شهد أُبـي بن كعـب مع عمـر بن الخطاب رضي الله عنهما وقعة الجابيـة ،
التي نزل بها عمر رضي الله عنه قبل توجهه الى بيت المقدس وخطب
بالجابية خطبة طويلة بليغة ، وقد قال في خطبته :
( أيها الناس من كان يريـد أن يسأل عن القرآن فليأت أبـي بن كعـب )
ثم صالح أهل الجابية ورحل إلى بيت المقدس .
الدعوة المجابة
عن ابن عباس رضي الله عنه قال ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( اخرجوا بنا إلى أرض قومنا )
قال : فخرجنا فكنت أنا وأُبي بن كعب في مؤخر الناس ، فهاجت سحابة ،
فقال أُبي : ( اللهم اصرف عنا أذاها )
فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم ، فقال عمر رضي الله عنه :
( أما أصابكم الذي أصابنا ؟ )
قلت : ( إن أبا المنذر دعا الله عز وجل أن يصرف عنا أذاها )
فقال عمر رضي الله عنه : ( ألا دعوتم لنا معكم )
الوصية
قال رجل لأُبي بن كعب رضي الله عنه : ( أوصني يا أبا المنذر ) قال رضي الله عنه :
( لا تعترض فيما لا يعنيك ، واعتزل عدوك ، واحترس من صديقك ، ولا تغبطن
حيا إلا بما تغبطه به ميتا ، ولا تطلب حاجة إلى من لا يبالي ألا يقضيها لك )
مرضه
عن عبـد اللـه بن أبي نُصير رضي الله عنه قال : عُدنا أُبي بن كعـب في مرضه ،
فسمع المنادي بالأذان فقال رضي الله عنه : ( الإقامة هذه أو الأذان ؟ )
قلنا : الإقامـة
فقال رضي الله عنه : ( ما تنتظرون ؟ ألا تنهضون إلى الصلاة ؟ )
فقلنا : ما بنا إلا مكانك
قال رضي الله عنه :
( فلا تفعلوا قوموا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا صلاة الفجر ،
فلما سلم أقبل على القوم بوجهه فقال :
" أشاهد فلان ؟ أشاهد فلان "
حتى دعا بثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة فقال :
" إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما
لأتوهما ولو حبوا ، واعلم أن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك ، وإن
صلاتك مع رجلين أفضل من صلاتك مع رجل ، وما أكثرتم فهو أحب إلى الله ،
وإن الصف المقدم على مثل صف الملائكة ، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه ، ألا
وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحده أربعا وعشرين أو خمسا وعشرين "
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" ما من شيء يصيب المؤمن في جسده إلا كفَر الله عنه به من الذنوب "
فقال أُبي بن كعب رضي الله عنه :
( اللهم إني أسألك أن لا تزال الحمى مُضارعة لجسد أُبي بن كعب حتى يلقاك ،
لايمنعه من صيام ولا صلاة ولا حج ولا عُمرة ولا جهاد في سبيلك )
فارتكبته الحمى فلم تفارقه حتى مات ، وكان في ذلك يشهد الصلوات ويصوم ويحج ويعتمر ويغزو .
وفاته
توفـي رضي اللـه عنه سنة ( 30هـ ) ، يقول عُتي السعـدي :
قدمت المدينة في يـوم ريح وغبرة ، وإذا الناس يموج بعضهم في بعـض ،
فقلت : ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض .
فقالـوا : أما أنـت من أهل هذا البلـد ؟
قلت : لا
قالوا : مات اليـوم سيد المسلمين ، أُبي بن كعب
|