[أبو جهاد الأنصاري]

ينتقد مناهج التعليم فى مصر لأنها «افتتحت دراسة الدين بعبارة ماكرة، وهى أن الرسول جاء إلى العرب، وهم يسجدون للأصنام ويشربون الخمر ويئدون البنات»، قائلاً: إن هذه العبارة غير صحيحة، لأن العرب كانوا يوحدون الله ولم يدع أى من العرب أن آلهة أخرى اشتركت مع الله فى خلق شىء أو تدبير شىء» - شريط «مذهب الشيطان». أى أن الحوينى يتهم المسلمين الذين يقولون: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بالشرك، وفى نفس اللحظة يدافع عن مشركى مكة بأنهم كانوا موحدين،

طبعاً أنا أعلم جيدا ًما قاله الشيخ الحوينى فى هذا. ولكن المشكلة أن صاحب هذا الإفك لجهله لا يجيد أن يفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية ، فتوحيد الربوبية أن تؤمن بأن الله هو الخالق ولا خالق سواه ، وهو الرازق ولا رازق سواه ، وكان مشركوا مكة يؤمنون أن الله هو الخالق ، ولم يقل أحد منهم أن هناك أحد قد خلق الكون مع الله فهم من ناحية توحيد الربوبية هم موحدون.
أما فى توحيد الإلهية فمعناه أن تصرف كل وجوه العبادة لله وحده لا شريك له ، وهذا هو محل الخلاف وجوهر الدعوة ، وأصل الخصومة ، فكفار قريش يدعون أن هناك آلهة تعبد مع الله ، ولهذا فهم مشركون فى توحيد الإلهية.

ولكن الذى أريد أن أشير إليه هو : شخص جاهل مثل هذا لا يعرف الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية ، شخص مثل هذا هل يستحق أن نرد عليه ، وهل يستحق أن نضيع أوقاتنا معه لنبين عوره ونحذر الناس من شره!؟