عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2007-08-04, 02:27 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 2,577
افتراضي


ولاشك أن هذا يختلف تمام الاختلاف عن الدراسات والإحصائيات التى تقوم بها الدول من آن لآخر لتتعرف على عدد سكانها ثم تقول أنه من المتوقع أن يبلغ عدد السكان كذا بعد عشر سنوات وكذا بعد عشرين سنة وهكذا. الاختلاف بين الحالتين كبير (لماذا؟) لأن النبى صلى الله عليه وسلم يخبر عن شئ غير منبنى على مقدمات تؤدى إليه ، أما حالة إحصائيات الدول تلك فتنبنى على مقدمات معروفة وواضحة. كذلك فإن ما تخبر به إحصائيات تلك الدول هو من قبيل الظن ، الذى قد يصدق وقد لا يصدق ، حيث قد يأتى من الأحداث من يضرب بكل هذه الإحصائيات عرض الحائط مثل الحروب والزلازل والبراكين والتى تبتلع معها مدن بأكملها كما حدث فى إيطاليا فيما عرف ببركان فيزوف.

ولكن النبى صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن أمته ستبقى وستستمر وأنها ستتزايد وفى اطراد مستمر علاوة على وصف حال تلك الكثرة.

1- [ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ] الغثاء هو : "كل ما يحمله السيل من الزبد والوسخ" وهذا تشبيه بليغ شبه فيه الأمة حال وهنها بالغثاء الذى يعلو ماء المطر ولكنه لا يسقى زرعاً ولا يسمن ضرعاً.
وقد لا تجد تشبيهاً آخر يحل محله ليقوم بنفس معناه. وهو مستوحى من البيئة العربية.

2- [ وَلَيَنْزَعَنَّ ] والنزع هو الإخراج بشدة ، وهذا دليل على خلو المحل من الشئ المنزوع منه. وهذا مشاهد فىحياتنا ومن سلوك أعداء أمتنا الذين استهانوا بنا ولم يعودوا يلقوا بالاً لنا ذلك أننا اكتفينا بالصراخ والبكاء على الآلام.

3- [ وَلَيَقْذِفَنَّ ] والقذف عكس النزع وهو الرمى بشدة.

4- [ الْوَهْنَ ] يفسره البعض بالضعف ولكن النبى صلى الله عليه وسلم يعرف أن للوهن هنا معنى آخر فيقول : (حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) والذى يتأمل هذه العبارة يعلم أن الوهن هو الوسيلة التى تؤدى بنا إلى الضعف الشديد. فحب الدنيا هو أساس كل ضعف. فالذى يحب المال يضعف أمامه والذى يحب النساء يضعف أمامهن.

5- [ حُبُّ الدُّنْيَا ] هذا هو الداء.

6- [ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ] وهذا هو الدواء.
وفى مثل هذا يقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى أخرجه ابن ماجة (4105) عن زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ".
رد مع اقتباس