منتديات الجامع - هل انت راض عن نفسك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[SIZE=5]:بس: [/SIZE]
[SIZE=5]:سل: [/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]الأخ ابو مؤمل شكراً جزيلاً على هذا الموضوع.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][/SIZE]
[SIZE=5]عن [COLOR=maroon]أبي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي [/COLOR]، رضي الله عنه قال : قلت : " يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا ، لا أسأل عنه أحدا غيرك " . قال : [COLOR=green]( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) [/COLOR]رواه [COLOR=maroon]مسلم [/COLOR]في صحيحه .<?XML:NAMESPACE PREFIX = O /><O:P></O:P>[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[COLOR=#6600cc][SIZE=5][QUOTE] [/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=#6600cc]الشرح [/COLOR][/SIZE]<O:P></O:P>
[SIZE=5]إن غاية ما يتطلع إليه الإنسان المسلم ، أن تتضح له معالم الطريق إلى ربّه ، فتراه يبتهل إليه في صلاته كل يوم وليلة أن يهديه الصراط المستقيم ، كي يتخذه منهاجا يسير عليه ، وطريقا يسلكه إلى ربه ، حتى يظفر بالسعادة في الدنيا والآخرة .[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]ومن هنا جاء الصحابي الجليل [COLOR=maroon]سفيان بن عبدالله [/COLOR]رضي الله عنه ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتهز الفرصة ليسأله عن هذا الشأن الجليل ، فجاءته الإجابة من مشكاة النبوة لتثلج صدره ، بأوضح عبارة ، وأوجز لفظ : [COLOR=green]( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) [/COLOR].[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]إن هذا الحديث على قلة ألفاظه ، يضع منهجا متكاملا للمؤمنين ، وتتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته التي يرتكز عليها ، وهي الإيمان بالله : [COLOR=green]( قل آمنت بالله ) [/COLOR]، فهذا هو العنصر الذي يغير من سلوك الشخص وأهدافه وتطلعاته ، وبه يحيا القلب ويولد ولادة جديدة تهيئه لتقبل أحكام الله وتشريعاته ، ويقذف الله في روحه من أنوار هدايته ، فيعيش آمنا مطمئنا ، ناعما بالراحة والسعادة ، قال الله تعالى مبينا حال المؤمن : [COLOR=blue]{ أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } [/COLOR]( الأنعام : 122 ) ، فبعد أن كان خاوي الروح ، ميّت القلب ، دنيوي النظرة ، إذا بالنور الإيماني يملأ جنبات روحه ، فيشرق منها القلب ، وتسمو بها الروح ، ويعرف بها المرء حقيقة الإيمان ومذاقه.[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان ، وتمكنت جذوره في قلبه ، استطاع أن يثبت على الحق ، ويواصل المسير ، حتى يلقى ربّه وهو راض عنه ، ثم إن ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح ، فلا إيمان بلا عمل ، كما أنه لا ثمرة بلا شجر ، ولهذا جاء في الحديث : [COLOR=green]( ثم استقم ) [/COLOR]فرتّب الاستقامة على الإيمان ، فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق ، ويجدر بنا في هذا المقام أن نستعرض بعضاً من جوانب الاستقامة المذكورة في الحديث .[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]إن حقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات ، مستمسكا بحبل الله ، كما قال [COLOR=maroon]ابن رجب [/COLOR]رحمه الله : " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها : الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها " ، وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى : [COLOR=blue]{ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [/COLOR]( الروم : 30 ).[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه ، منها قوله تعالى : [COLOR=blue]{ فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } [/COLOR]( هود : 112 ) ، وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة ، كما قال عزوجل : [COLOR=blue]{ وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } [/COLOR]( الحج : 54 ) ، وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس ، يقول الله تعالى في ذلك : [COLOR=blue]{ كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد } [/COLOR]( إبراهيم : 1 ).[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]ولئن كانت الاستقامة تستدعي من العبد اجتهاداً في الطاعة ، فلا يعني ذلك أنه لا يقع منه تقصير أو خلل أو زلل ، بل لا بد أن يحصل له بعض ذلك ، بدليل أن الله تعالى قد جمع بين الأمر بالاستقامة وبين الاستغفار في قوله : [COLOR=blue]{ فاستقيموا إليه واستغفروه } [/COLOR]( فصلت : 6 ) ، فأشار إلى أنه قد يحصل التقصير في الاستقامة المأمور بها ، وذلك يستدعي من العبد أن يجبر نقصه وخلله بالتوبة إلى الله عزوجل ، والاستغفار من هذا التقصير ، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم :[COLOR=green] ( استقيموا ولن تحصوا ) [/COLOR]رواه [COLOR=maroon]أحمد [/COLOR]، وقوله أيضا : [COLOR=green]( سددوا وقاربوا ) [/COLOR]رواه [COLOR=maroon]البخاري [/COLOR].[/SIZE]
[SIZE=5]والمقصود منه المحاولة الجادة للسير في هذا الطريق، والعمل على وفق ذلك المنهج على قدر استطاعته وإن لم يصل إلى غايته، شأنه في ذلك شأن من يسدد سهامه إلى هدف ، فقد يصيب هذا الهدف ، وقد تخطيء رميته ، لكنه بذل وسعه في محاولة تحقيق ما ينشده ويصبو إليه . [/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]وللاستقامة ثمار عديدة لا تنقطع ، فهي باب من أبواب الخير ، وبركتها لا تقتصر على صاحبها فحسب ، بل تشمل كل من حوله ، ويفهم هذا من قوله تعالى : [COLOR=blue]{ وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا } [/COLOR]( الجن : 16 ) ، وتستمر عناية الله بعباده المستقيمين على طاعته حتى ينتهي بهم مطاف الحياة ، وهم ثابتون على كلمة التوحيد ، لتكون آخر ما يودعون بها الدنيا ، كما قال الله تعالى : [COLOR=blue]{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ، نزلا من غفور رحيم } [/COLOR]( فصلت : 30 – 32 ) .[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]وإذا أردنا أن تتحقق الاستقامة في البدن فلابد من استقامة القلب أولا ، لأن القلب هو ملك الأعضاء ، فمتى استقام القلب على معاني الخوف من الله ، ومحبته وتعظيمه ، استقامت الجوارح على طاعة الله ، ثم يليه في الأهمية : استقامة اللسان ، لأنه الناطق بما في القلب والمعبّر عنه .[/SIZE]
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
<O:P>[SIZE=5][/SIZE]</O:P>
[SIZE=5]نسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .[/SIZE]
[SIZE=5][/QUOTE][/SIZE][/COLOR]