![]() |
الداء والدواء / د. عثمان قدري مكانسي
[B][FONT="Arial"][SIZE="6"][CENTER][COLOR="Navy"]الداء والدواء
الدكتور عثمان قدري مكانسي[/COLOR][/CENTER] [RIGHT][COLOR="Blue"]كثرت المصائب في أمتنا، وتتابعت بكلكلها الثقيل، لا يكادُ يتحطم المرء تحت ثقل إحداها ، فتشغله بعِظمها ويكتوي بنارها حتى تفجؤه غيرُها ، فتغطي على ما قبلها .وتطحنه بتبعاتها ، فينسى المرء لجسامة الفتن والمصائب أو يتناسى ما كان فيه من محنة حين تنزل المحنة التالية ببابه ، وتأخذ بلبه وفكره وتذيقه الالم الواناً. ( [COLOR="Magenta"]فتن كقطع الليل المظلم يصير الحليم فيها حيران[/COLOR]). صوّر أميرُ الشعر المتنبي هذه الحالَ ببيته المشهور : [CENTER]وكنتُ إذا اصابتني سهامٌ * تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ[/CENTER] تصوير بديع للفتن المتراكمة والمصائب المتتابعة،التي تصب حُمَمها على الإنسان في هذا الزمن الكئيب ، فلا تجد لها مكاناً في قلب الرجل أو صدره لكثرة ما يعاني مما سبقها. ولعل الشاعر نفسه –وهو شاعر الحكمة- يخاطب الحمى – وهي من الأمراض الشديدة التي تحرق المرءَ جسمَه وقلبَه ومشاعرَه- [CENTER] أبِنتَ الدهر، عندي كلُّ بنتٍ * فكيف وصلتِ أنتِ من الزحامِ[/CENTER] نخاطب – نحنُ- ببيته هذه الكوارثَ والفتنَ والملاحمَ المنصبّة على أمتنا انصباب الشلال الهادر ، فنتساءل عن تكاثرها وتزاحمها علينا . والجواب لمن اراده أمامَنا ، أجل أمامنا. ولعله يعبر عن ضيقه بها فيقول: [CENTER]يضيق الجسمُ عن نَفَسي وعنها * فتوسعُه بانواع السقامِ[/CENTER] عدوّنا – لضعفنا واستكانتنا- لا يترك لنا سويعة نرتاح فيها،فهو حريص على اشغالنا بهمومنا وآلامنا كي لا نفكر في تغيير حالنا إلى الإصلاح بلهَ الدفاع عن أنفسنا . ولن نتخلص من هذه الآفات والأوبئة التي تجتاحنا إلا بالعودة إلى نبع القوة وإكسير الحياة، إلى ديننا الحنيف وقرآننا الكريم وسنة نبينا المطهرة ، قال تعالى : { [COLOR="Green"]إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا[/COLOR] (9)} [الإسراء] . فهل من لبيبٍ يلجأ إلى الطبيب؟ وهل من ذكي أريب وواعٍ نجيب يعود إلى السبيل القريب ؟ [/COLOR][/RIGHT][/SIZE][/FONT][/B] |
الساعة الآن »02:55 AM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة