Nabil
2022-06-30, 11:59 AM
معركة حران
الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
بعد نجاح الحملة الصليبية الاولى وقيام إمارتي الرها وأنطاكية الصليبيتين ، اراد الصليبيون التوسع في منطقة الجزيرة الفراتية للوصول الى العراق ، فاتفق بوهمند النورماني أمير انطاكية وابن أخته تانكر مع امير الرها بولدين لي بورج وأمير تل باشر جوسلين ، على الاستيلاء على مدينة حران ، ذات الموقع الاستراتيجي الخطير حيث تقع على تقاطع طرق المواصلات بين الشام والعراقمعركةوآسيا الصغرى. والسيطرة عليها يؤدي إلى قطع الاتصال بين البلدان الإسلامية الثلاثة ، كم يُعطي قاعدة متقدمة للصليبيين يمكن ان ينطلقوا منها عبر نهر الفرات للسيطرة على الموصل ، ومن ثمة التقدم وتهديد بغداد ، والوصول إلى الخليج العربي ، وطعن المسلمين في الصميم ، وزحف القادة الاربعة بجيوشهم قاصدين حران.
وعندئذ شعر بهذا الخطر أميران مسلمان هما جكرمش حاكم الموصل ، وإيلغازي بن أرتق أمير ماردين. وعلى الرغم من أنهما كانا على خلاف على بعض المناطق الواقعة بين ماردين والموصل ، فإنهما اتفقا على التصدي للصليبيين ، وتقدما بقواتهما نحو حران ، والتقوا بالجيش الصليبي الذي يقوده أولئك القادة الاربعة. ودارت معركة حامية الوطيس بين المسلمين والصليبيين سنة ٤٩٧ هجرية/ ١١٠٤م عند نهر البليخ - احد روافد نهر الفرات - وحلَّت هزيمة ساحقة بالصليبيين ، فقُتِلَ منهم حوالي عشرة آلاف ، ووقع في الأسر بلدوين لي بورج أمير الرها ، وجوسلين أمير تل باشر ، وهرب بوهمند وابن أخته تانكرد إلى انطاكية ، ولم ينجح الصليبيون في قطع الاتصال بين العراق والشام وآسيا الصغرى ، واوقفت المعركة توسع الصليبيين في شمال الشام والجزيرة ، وحطمت أسطورة أن الفرنج قوة لا تقهر ، التي راجت بين المسلمين في الشام والعراق قبيل المعركة.
وكان في الامكان استغلال وقوع امير الرها وامير تل باشر في الأسر واسترداد المدينتين من الصليبيين ، لكن الخلاف الذي اندلع بعد المعركة بين جكرمش وإيلغازي على الأسرى والغنائم حال دون تحقيق ذلك الهدف.
الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي
بعد نجاح الحملة الصليبية الاولى وقيام إمارتي الرها وأنطاكية الصليبيتين ، اراد الصليبيون التوسع في منطقة الجزيرة الفراتية للوصول الى العراق ، فاتفق بوهمند النورماني أمير انطاكية وابن أخته تانكر مع امير الرها بولدين لي بورج وأمير تل باشر جوسلين ، على الاستيلاء على مدينة حران ، ذات الموقع الاستراتيجي الخطير حيث تقع على تقاطع طرق المواصلات بين الشام والعراقمعركةوآسيا الصغرى. والسيطرة عليها يؤدي إلى قطع الاتصال بين البلدان الإسلامية الثلاثة ، كم يُعطي قاعدة متقدمة للصليبيين يمكن ان ينطلقوا منها عبر نهر الفرات للسيطرة على الموصل ، ومن ثمة التقدم وتهديد بغداد ، والوصول إلى الخليج العربي ، وطعن المسلمين في الصميم ، وزحف القادة الاربعة بجيوشهم قاصدين حران.
وعندئذ شعر بهذا الخطر أميران مسلمان هما جكرمش حاكم الموصل ، وإيلغازي بن أرتق أمير ماردين. وعلى الرغم من أنهما كانا على خلاف على بعض المناطق الواقعة بين ماردين والموصل ، فإنهما اتفقا على التصدي للصليبيين ، وتقدما بقواتهما نحو حران ، والتقوا بالجيش الصليبي الذي يقوده أولئك القادة الاربعة. ودارت معركة حامية الوطيس بين المسلمين والصليبيين سنة ٤٩٧ هجرية/ ١١٠٤م عند نهر البليخ - احد روافد نهر الفرات - وحلَّت هزيمة ساحقة بالصليبيين ، فقُتِلَ منهم حوالي عشرة آلاف ، ووقع في الأسر بلدوين لي بورج أمير الرها ، وجوسلين أمير تل باشر ، وهرب بوهمند وابن أخته تانكرد إلى انطاكية ، ولم ينجح الصليبيون في قطع الاتصال بين العراق والشام وآسيا الصغرى ، واوقفت المعركة توسع الصليبيين في شمال الشام والجزيرة ، وحطمت أسطورة أن الفرنج قوة لا تقهر ، التي راجت بين المسلمين في الشام والعراق قبيل المعركة.
وكان في الامكان استغلال وقوع امير الرها وامير تل باشر في الأسر واسترداد المدينتين من الصليبيين ، لكن الخلاف الذي اندلع بعد المعركة بين جكرمش وإيلغازي على الأسرى والغنائم حال دون تحقيق ذلك الهدف.