عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 2010-08-09, 12:49 AM
زينب من المغرب زينب من المغرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-14
المكان: tangier morocco
المشاركات: 221
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جلست قريبة منه، جمعت كما كل مرة أمامها كل الوثائق التي كانت تحتفظ بها لهذه المناسبة. علمت أن هذا الدرس سيأتي وقته سريعا لذلك خططت له ودرست الأسئلة المتوقعة فيه بكل دقة.
فتحت الكتب على مكتبها وبدأت بالقول: أتذكر عزيزي حين كنا في حديقة الحيوانات، ماذا قلت لك؟؟
فقال لها بدون تفكير: لا.
فابتسمت له: لقد قلت لك إن القرد هو إنسان لم يكتمل نموه.
فقال لها: لا أتذكر ولكن ماذا يعني هذا؟؟
فبدأت في السرد: عزيزتي إعلم أنه في يوم من الأيام في الزمن الغابر لم يكن أحد يعيش على هذه الأرض. ثم تجمعت بعض العناصر الأساسية لتكون الخلية ( سبق وشرحت له مجهريا كيف هي الخلية وماذا تعني..) التي قامت بالإنقسام, كلما تكون جزء منها انقسم إلى إثنين وهكذا بدأت تتشعب وتتجمع في كل مرة لتعطي كائنا على حسب الظروف التي تجمعت فيها هذه الخلايا.
فقال لها: ولماذا لم تفترق بعد الإنقسام الأول أو الثاني؟؟
فردت مبتسمة: ألم نتعلم أن بعض الأسئلة تزول مباشرة إذا أحسنا الإنصات إلى الأخير. ولكن ربما تكون هناك التي تفرقت فماتت
فقال لها: لقد قلت للمدرسة "أن من أحسن سمعا أحسن إجابة" فكتبتها في ورقة وعلقتها حتى نعمل بها كلنا وقبلتني على ذلك.
فابتسمت وضمته إليها وهي تقول: أنت ولد ذكي يا حبيبي.
ثم أتبعت كلامها: الآن لدينا بعض الكائنات تكونت وبدأت تطور نفسها على حسب الحاجة. فنتيجة وجود الأشعة وتفاعل هذا الكائن معها جاءت العين و كان لصدور الأصوات من الصواعق والبرق وغيره سببا لظهور الأذن وكلما طور هذا الكائن عضوا إلا وجعل له وظيفة تناسب إحتياجاته .
ونشأت بعد ذلك كائنات غريبة وبدأت تتزاوج بين القوي منها فقط فيموت الضعيف والمشوه ويبقى الأقوى منها الذي ينقل صفات القوة إلى إبنه وهذا الأخير يقوم بتطويرها وهكذا إلى أن ظهرت كل هذه الكائنات والحيوانات.
فقال لها مقاطعا: هل أطرح سؤالا؟
فأجابته باسمة: تفضل حبيبي.
فقال: وتلك الخلية الأولى هي نفسها التي تكون أجسامنا؟؟
فقالت مجيبة: لا طبعا فالخلية الأولى كانت غير متطورة ولكن التي نملك حاليا متطورة جدا. ثم منعا لمزيد من الأسئلة تابعت دون أية فاصلة.
وبدأت الكائنات تنفصل عن بعضها البعض وتنتشر في الأرض فتطور نفسها وتنوعها بعيدا عن تلك التي جاءت عنها.
إلى أن وصلت في التطور إلى القرد. فهو الحيوان الأكثر تطورا في إتجاه الإنسان. ومن هنا أكمل القرد تطوره ليعطي إنسانا فيما بعد. أو ربما أن الإنسان والقرد لهما نفس الجد وهما أخوين وليسا أب وإبن. فالعلم في هذا لا زال لم يثبت شيئا*
وصمتت قليلا لتستشعر وقوع شرحها على عقل إبنها.
ظل هو الآخر صامتا يفكر ثم قال لها: هل هذا يعني أننا كنا قرودا في زمن ما؟؟ولماذا اخترنا التحول إلى قرود وبقي القرود كما هم؟؟
فردت وهي تحافظ على إبتسامتها العريضة: لا ليس بالضرورة أن القرد كان إنسان ولكن إفتراضات العلماء تقول أنهم ينتمون لنفس الجد.
فقاطعها بعفوية: وكيف هو هذا الجد؟؟
فقالت له: لا نعرف المهم قد انفصل عنه الإنسان والقرد. أو ربما القرد ومنه الإنسان
فقال لها: ولماذا لم يتحول القرد؟؟
فقالت له: لقد قلت لك ليس بالضرورة أن يكون القرد هو جد الإنسان فقد يكون أخا له فحسب.
كانت أجوبتها الركيكة مدعاة لسيل من الأسئلة في دماغ الطفل.
سأل وسأل وسأل وكانت كل الأجوبة مبهمة بالنسبة لعقله. كان يفكر في هل يعقل أن يكون أصله من ذلك القرد القذر, الذي يفرك جلده بطريقة تثير إشمئزازه؟؟
ثم سألها: أمي لماذا لم نطور جناحين كالطائر؟؟
فردت عليه: ولكن لدينا الطائرة فما حاجتنا إلى الأجنحة.
فأصر: أمي الطيران جميل فلماذا لم تكن لنا أجنحة؟؟
فردت قائلة: حبيبي الإنسان أوقف التطور بأن طور لنفسه عقلا فانتقل إلى مرحلة فهم الواقع والإبتكار فيه إعتمادا على وسائل وآلات.
فقال لها: وليس للحيوانات عقل؟؟
فردت: طبعا الإنسان هو الوحيد العاقل.
استمرت تشرح وتسهب لتقنع فطرة نقية بأن أصلها حيوان.
فقال لها في لحظة : أمي, أين هو ذلك الإنسان الذي نصفه حيوان؟؟
وكانت الصدمة في كيف تشرح الحلقة المفقودة؟؟
فردت عليه: حبيبي هذا هو مازال العلم يحاول إكتشافه*. فلازالت الحفريات مستمرة للتنقيب عن هيكل عظمي لهذا النصف إنسان وكل ما نملك هو هيكل عظمي لقردة تكاد تكون في مظهرها كإنسان لكنها أقرب إلى القرد منا.
بينه وبين نفسه تدور أسئلة وحكاية أمه لم تلقى في صدره ترحيبا البتة
ثم التفت إليها قائلا: أمي هل أنت متأكدة من هذه القصة؟؟
فطمأنته: حبيبي ألم تشرحها لكم المدرسة؟؟ تأكد أنني متأكدة منها كتأكدي أنك إبني.
فقال لها في الأخير: أمي هل يمكن أن نعود إلى حديقة الحيوانات غدا؟؟
فقالت له : ولم؟؟
فرد عليها: لأنك وعدتيني هل نسيتي؟؟
فضحكت وضمته إليها وهي تقول: حسنا لا عليك عزيزي غدا نذهب.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
__________________________________________________ ____________________________
* على أساس أنه أثبت شيئا من التطور الذي يفتتح الحديث فيه بنفترض ويخرج منها بمسلمة دون إستدلال منطقي أو تجريبي يذكر

رد مع اقتباس