اختى سهام الحربى
دة رد رائع جدا عن الموضوع وجدتة فى منتدى اسلامى يقول الاخ العضو توحيد التالى
لي مع حديث الذبابة قصة شخصية، حدثت على مدى سنوات طويلة، ولعلها ذات فائدة في هذا المقام.
- سمعت بهذا الحديث لأول مرة منذ حوالي 20 سنة، وقد صدمني صدمة شديدة، وكان أول رد فعل لي هو افتراض أن هذا الحديث غير صحيح وأن الأرجح أنه موضوع بهدف الإساءة للإسلام.
- بعدها بفترة كنت أزور واحداً من الأصدقاء الملتزمين (نحسبه على خير ولا نزكي على الله أحدا) ودار الحديث حول عدد من الأمور منها هذا الحديث، فقلت له أني لا أصدق أن رسول الله قال هذا الحديث، ففتح صحيح البخاري، وأراني الحديث، وبيّن لي أن كوني لا أفهم الحديث، أو لا أقتنع به لا يعطيني الحق أن أرده على قائله (صلى الله عليه وسلم)، وأن علي أن أومن به )طالما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وأن أصدق بصحته وإن عجز العلم (حتى وقتها) عن إثبات صحته.
- ثم رزقني الله بعد ذلك بمن بين لي أن هذا الحديث لا يمثل أمراً واجب التنفيذ في كل الظروف، وأن لك أن تختار بين غمس الذبابة ثم إلقائها والاستفادة بالمشروب، وبين أن تسكب المشروب بالكامل ... ولا شك أن الاختيار سيتوقف على متغيرات كثيرة منها حالتك الاقتصادية (قدرتك على تحمل خسارة المشروب) وتكلفة الحصول على المشروب، ومدى توافره (فقد تكون في الصحراء مثلاً)، واستعدادك النفسي للتغلب على الشعور بالتقزز (وهو أمر يختلف من شخص لآخر، ويختلف لدى الشخص الواحد باختلاف الظروف)
إلى هنا، والمسألة إيمانية بحتة. لم يدل ِ فيها العلم بدلوه بعد.
وليس لدى المسلمين دليل (علمي) يعفيهم من الحرج عند طرح هذا الحديث للنقاش، بل وقد تعرضنا للحرج في أكثر من مناسبة عندما استدل بعض أعداء الإسلام بحديث الذبابة للتدليل على وجود تناقض بين الإسلام والعلم، ولم تفلح ردود منطقية مثل "لكي تثبت هذا التناقض عليك أن تقدم لنا بحثاً علمياً موثوقاً بصحته يقول عكس ما جاء بالحديث " في رفع الحرج، فغالباً ما كان الطرف الآخر يرد بما معناه "وهل يحتاج الأمر لبحث علمي؟ أي عاقل يستطيع أن يستنتج أن هذا الحديث مخالف للعلم"
رغم ذلك لم يحاول المسلمون إخفاء الحديث.
ولم يتنكروا له ولم يقولوا أنه موضوع.
ولم يحاولوا التدليس على الأمر بأي شكل من الأشكال.
وإنما كان موقفنا .... "إن كان قاله فقد صدق" أو "صدق رسول الله وإن لم تقبل عقولكم ما قال"
ولم يكن ذلك عناداً ولا تعطيلاً للعقل، فإن العلم لم يثبت خطأ الحديث! كل ما في الأمر أن الحديث يتناقض مع معتقدات شائعة وتحظى بالقبول العام ولكنها ليست حقائق علمية ثابتة.
الآن ... تظهر هذه الدراسات والأبحاث التي تؤكد وصول العلم (أخيرا) لأدلة معملية تثبت صحة ما في الحديث من معلومات.
فهل ازداد المسلمون يقيناً بصحة الحديث؟
كلا!
فلم يراودنا فيه شك منذ أن تأكدنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قاله فعلاً.
هل راجع الملحدون والرافضون والمشككون مواقفهم وتساءلوا قائلين:
"إن كان هذا الحديث الذي دَأَبنا على اعتباره دليلاً واضحاً على خطأ ما يدعيه المسلمون قد تحول (بفضل تقدم العلم) إلى دليل على صدقهم، فماذا عن باقي الشبهات الواهية والغير مقنعة التي نتشبث بها؟"
ربما.... أو على الأقل ... أتمنى.
__________________
مصطفي عبدالرحمن احمدنور
|