
2009-12-16, 10:16 PM
|
محاور
|
|
تاريخ التسجيل: 2008-08-16
المشاركات: 486
|
|
لن أتعرض لأميرة لني تحدثت عنها منذ أيام وكثير عرف خلفيات لا أريد الخوض فيها
بعدها بسنة ونصف أهل الأستاذ محمد (85): طبعا هو اليوم استاذ اعلامية ( وإن كان مصدوما من واقع . نجح بامتياز وأراد مواصلة الدراسات العليا ولم توافق أي جامعة في حين هناك من نجح بدرجة متوسط وقبل)
على كل ما عند الله خير
ومع الأيام بدأت اللافتات تتغير. ماعاد يشار إليه بالبعثي ولكن بلافتة جديدة
في سنة ( 87) أهل المهندس ( مسلم)
وكم جلب هذا الإسم من مشاكل للجميع
ما كانت الحياة إلا لتتعقد أحيانا
في يوم ككل يوم رتفعت حرارة مسلم ارتفاعا غير طبيعي ولم تنفع الأدوية وفي لحظة ما: ارتعدت كل أعضائه وفقد الوعي ( Epilepsy)الصرع
حملته وتجسسته . نفس منقطع . جسم برد
وضعته على السرير وقلت لأمه: يعوضك الله غيره
خطفته من فوق السرير وجرت ( حافية) للمستشفى ولحقت بها وأخذته منها وأسرعت أمامها ( المستشفي لا يبعد أكثر من 500 متروالسيارة تركناها أمام الدار ولم تخطر على البال)
في باب المستشفى الخارجي شخر شخرة طويلة: التفت إليها قائلا: احمدي الله ابنك حيا
تلقفه الأطباء مني وسارعوه بأكثر من حقنة وإبرة
ومرت الأزمة وتقرر أن نحمله إلى مستشفى الأطفال بالعاصمة لمزيد الفحوصات
وكان الأمر كذلك
لم يمر أكثر من شهر حتى انتبهت الزوجة
على صياح أمام الدار
الأستاذ وقعت له نفس الحالة وكالعادة أخذته بنفسها لأني كنت العمل
وأخذ هو أيضا إلى العاصمة
وتواصلت المراقبة لمدة سنتين : نأخذهما كل شهر مرة
وأذكر مرة سافرنا لزيارة الوالدة
في الليل ارتفعت حرارة مسلم وجاءته نوبة الصرع
ولم يحدث في حياتي أن جربت وضع إبرة دواء لأحد وليلتها لم أجد بدا وفعلتها
ومرت الأزمة
وبتجاوزهما سن السادسة تخلصنا من المشكلة
هكذا اعتقدنا
في ايامها الأخيرة جاءت الوالدة عرحمها الله عندي ولم يمض بقاءها أكثر من 4 ساعات حتى جاءتها أزمة وأغمي عليها ( كانت تعاني من ارتفاع الضغط)
كنت اسكن في قرية قريبا من سوسة
وحملتها للمستشفى وبت ليلة كاملة هناك أرقب وأترقب
تحسنت حالتها صباحا
ولكن في اليوم الثالث لبت نداء ربها رحمها الله رحمة واسعة
كان الواجب أن نخرجها من المستشفى لادفن في البلد
قمنا بالإجراءات الضرورية وقبل أن نتجاوز أطراف المدينة صاحت في الخلف أميرة: بابا ما به محمد
التفت : كان لصرع قد فعل فعله
وعدنا أدراجنا إلى المستشفى وأسعف حالا وتوجب بقاؤه ( وتبين أن الممرضة جاءتهم صباحا إلى المدرسة وأعطتهم تلقيحا ولم تنتبه أنه كان مزكوما
والتقى التلقيح بالزكام
تركانها وسافرنا
من الفجر عدت إلى سوسة ( 90 كلم) لأتفقده ولأعود قبل الدفن
كانت حالته قد تحسنت ولكنهم أصروا أن يبقى يوما إضافيا تحت المراقبة
ولله الحمد كانت تلك آخر أزمة تعرض غليها
دفنا الوالدة رحمها الله ومرت الأيام
ومرت
وأفاق السائر على خيانة
أيها الخائن حبه
انت كما انت .حبال السفر مطوية وصراخ بالداخل يطاردك:ايها الهارب من امسه المتملص من يومه الخائف من غده.
ياحاملا عمره على ظهره.اين فرارك من سؤال يلازمك؟
كنت حلمها الآتي. تفاخرت بك قبل ان تراك .بنت قصور الرجاء .عشقت الدنيا من أجلك . داست على أشواك الزمان حريرا. وكيف وقلبها بك يعيش. رأتك
بطلا يأتي تسير به الدنيا.يسافر فيها في كل اتجاه فما تقف به الصعاب.كنت حبها وروحها
الفارس الهمام ولا عنترة في الزمان. تخايلت بك امام صويحباتها سيدا تذل عنده الشواهق.كنت الغزال الراتع في نتوءات الألم والحلم
حنت عليك ومن قد يحنو مثلها. كنت ملاكا اغمضت عليه جفونها واسبلت للحلم طريقا لا يتوقف.
سارت بها الأيام وانت الروح والمهجة والوجدان.
من يقدر على الزيادة ؟ اوقفت عمرها ولو طلب الفداء لأرفدت.
تقف بها الساعات الطويلة: ترى فارسها يشق دنيا الخلق ملكا تتوجه من خيالات جفونها المغمضة على نور فاح به أمل الدنيا .
قلبها يسبقك احساسا: ينشرح القلب برؤيتك ويكاد يعترضك شوقا ولو كان الغياب ثوان.
ما اشتكت يوما ولا شكت. حلمها من الدنيا ان تكون انت.
كنت عمرها وحبها وعالمها وفي كل زاوية من وجدانها صورة ترفرف بك
وأنت؟؟؟.
اليوم فقظ لامسك الوعي فسألت
هل كنت كما رأتك.؟
كذاب لو صدقت.
يا غادرا حبا ما حمل الكون مثله !!! يا جاحدا أتنكر؟ لو اشهدنا الخلق عليك ما عذرت. وأي انسان يغدر حبه
آه نفسي لو انتصرت أنت لما سئلت.
قادتك آمرتك فسرت. واليوم .تلومينني عن امس كنت لي فيه شريكة.
واختلط الماضي بالحاضر فمن يشنق من ؟
ابحث طياته. استكشف فما اجد غير نتوءات تسحب سوادا على الطريق
احفر مخيتلي فلا احصل إلا على شبح يأتي من الماضي ضاعت ملامحه في دهاليز الأيام .
اشحذ الذاكرة فلا تجود بغير فتات.قطع فاقدة الملامح
كيف الصق المتناثر؟
فعلتها بك الأيام أيها الجاحد.
ضاع المعروف وما كان يضيع عند الكرام. بئس الرجل انت .
أين شريط العمر كله؟ وهل من مثلها يضيعه الزحام ؟
تاهت بك الأيام. سافرت ومراكبك عصفت بها الرياح: غرور وبحث وتطلع وطمع
كنت حبها الذي وسع الكون وقد خبرته فيها قبل السفر
طوحت بك الأيام فأضعتها في اول من ضيعت وكان الأجدر أن تضيع قبلها.
فما جواب الهارب الذليل؟
ما تقول وقد خذلتها؟
وما الجواب بعد رد سيد الخلق على سائله : ولو بزفرة
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ! أعدها وقلها واتحداك لو تعالج بها الحرقة
ضيعت ملامحك بعد ان رحلت.مجرم أنا وبكل المقاييس وأتحدى من يدافع
آآآآآآه.
بحمقي وبلاهتي وغبائي
ضيعت وجهك ونسيت ذاتي.
خائن أنا.
فهل يكفي ان اقول لك : معذرة
ياحبيبتي يا أمي
بعد السنين التي مرت كان لزاما أن أسجل خيانة. تضعف الذاكرة وتأخذ الملامح الدقيقة في التلاشي
أيعقل هذا؟
ويتواصل السير
__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
|