عرض مشاركة واحدة
  #159  
قديم 2009-11-12, 10:43 AM
صهيب صهيب غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-16
المشاركات: 486
افتراضي


كانت السنة التي انتقل فيها إلى باريس تكاد تختلف عن بقية السنين الأخرى خاصة أن السكنى في الضواحي وتحتاج غلى وقت للتنقل فكان ذلك عامل انقطاع عن الإحتكاك مع التيارات الطلابية التي عهدها
بل إنه لأمر غريب أنه كاد ينقطع عن المحيط الخارجي ولا يدري ما الذي كان يدور في بلده
اليوم يسأل نفسه: هل فعلا هو الذي غاب عن الواقع إلى هذا الحد؟وخاصة أحداث الأسبوع الأخير في بلده
ستعرفون لاحقا معنى هذا السؤال.
أخذ الطائرة وقفل عائدا
كان متأكدا من أنه سيكون عرضة لسين جيم
ولكن لم يتصور أن يجد الحال على ما هي علية
كانت البلاد في ذلك اليوم 26/1/78 قد دخلت في اضراب عام دعى إليه اتحاد الشغل
وتطورت الأحداث .
أحكام عرفية ومئات القتلى ومنع الجولان .
قتلى
ألهذا الحد تصل النفس البشرية بالبعض فيقتلون من أجل كرسي زائل وطعام ممزوج بدماء الأبرياء؟
نزل من الطائرة في حدود الثالثة زوالا ومر بالجمارك وإذا به يسمع اسمه ينادى عليه
المهم
حجز الجواز ومن يومها لم يعد له جوازا إلى اليوم وفتش تفتيشا لم يحلم بمثله
ثم قدم له استدعاء لزيارة الداخلية صباحا
وهو خارج سأل عونا مستفسرا مستوضحا عن هذا الإستدعاء . وأول مرة يعطي عون نصيحة
لا تبقى بالعاصمة ولا تذهب إليهم الآن
عد بعد انتهاء الأحكام العرفية. إذا ذهبت غدا ستعتقل وتبقى إلى أن تنتهي الأحكام
حينها أخذت أول سيارة وعدت إلى مسقط الرأس لا ألوي على شيء
احكام عرفية بمثابة الإقامة الجبرية
دار لقمان على حالها
العائلة كما تركتها : فلاحة حرث وزرع وتربية أغنام
أمر واحد وجده وما تصور أن يجده: الضحية كانت الوالدة رحمها الله
كانت هي الراعية
لذلك عزم طوال هذه المدة أن يحيلها على المعاش وأن يأخذ مكانها في الرعي
نظر لنفسه وللوطن الذي عاش يحلم به وللواقع الذي صار إليه
هل بقي وطن يستحق الإحترام
هل بيقي وطن يمكن أن يعتز بعه الإنسان ؟
هل أناس هذا الوطن فعلا أناس
وحينها قرر عرض وطنه للبيع
لم يعد الوطن الذي حلم به وأراده
وفي خضم هذا الصراع
يسارع القلم ليسجل جنونا وهلوسات

من يشتري مني وطن

أتبيعني أيها الفاقد ذاته؟ من أنت ؟ ما عرفتك وما الذي كان بيني وبينك؟
قلتها بنفسك.وهل أعطيتني ما أرده لك؟ تسألني وبك مني ما مني بك.
هل أنا منك يوما لتطرح السؤال ؟ لو كان لي بك احساس ما كنت لأترك الإجابة.
قالوا وما قلت.سقط رأسك هنا.
وهل في ذلك ما يفرح؟ لا جرح ولا أثر. أكيد هو عصر الكرامات ولا هذا اعتقدته.
مشاغب. مجادل. مهووس رحل به همه فرطن بلغة العته.
لا هذا ولا ذاك. وثوقه من سلامة عقله ثابتة ولكنه لا يدرك جهله ولا الجهل أعفاه.
حقنوه بمبيدات الفهم فصار مغسولا على حبال التيه منتشرة أوصاله.
أكيد أنك تعاني لمسة وما صدقت.
تلك حقيقة والدليل من يقرأ لن يخرج منك إلا بهوس.
الظاهر أنك معد وعدواك ظلمة.
اعود إليك لأبدأ.
قالوا أن السيدة التي كانت سببا في سقوط الرأس هناك لم تختر المكان ولكن اللحظة الحاسمة.
بل قالوا الحتمية أجبرتها على ان توقعك هناك .ووقعتك لها لون السواد.
أرأيت أنك لم تعطني الخيار لتطالبني بحق.
ظللت سنين أدور حول ذلك المكان . ليتك ساعدتني فابتنيت قبة ولربما كنت اليوم درويشا أو مشعوذا .
ولكان سراة القوم يتمسحون على رجليك طالبين التبرك.
لو تعرف التناقض .
يسيطرون على من حولهم بجهل ولكانت نفسي سعيدة تتلذذ شقاء الجهل .
وهل رأيت أفضل من الغباء محققا للسعادة وحذار ان تفكر.
حتى الكبار .أليس هم من يأتي في اول الركب ركضا .
قيل انهم تتلمذوا عليه. من ؟
هذا الذي تأتي قصته.
طرد جحا من أقلقه من الصبيان بدعوى أن في القرية عرس كذبا وصدق فالتحق راكضا .
كبارنا من نسل جحا فلا تحزن.ولدتهم امهاتهم بلا وثيقة
وما دخل الوثيقة.
سمها الضمير وأرحني.
أما أنا فبيني وبينك فراق.ما تآلفنا يوما بوعي.
كل الذي اعلمه أني صحت بلا هوية. كلمات حملتها الريح ورفضت العودة.
كبرت عندك فهل عرفت بنفسك؟ علموني أن أصيح صغيرا باسمك بكل صوتي ممجدا.
يومها كنت لا أعرفك ولا أفهم إلا أن أصيح وكنت انت السبب في ضياع صوتي بل في فقدان ذاتي.
فهل اعتذرت لي؟ اسفي عليك تجاوز أسفي على نفسي.
ما تركوا لك الخيار لتتكلم.
كبرت وهل في الأمر عيب؟ بلى .أصبحت خطرا علي ويجب تغييرك.
لست آلة لأغير.بلى.عندهم لكل أمر علاج. والتنظيف أولها والدماغ
لك ان تفرح ستذهب خطاياك وتصبح صفحة بيضاء . بل قل مسخا ككل من تراهم . كلهم كانوا مثلك فخمدوا.
ليت السيل يجرفنا ولا نبقى.
مر وقت ليعود إليك رشدك. لتستوعب الذي حصل وبين العودة والإستيعاب حدث الثقب.
مغسلة عصرية.
هنا بيت القصيد. دعني وابحث لك عن غيري.
لن انفعك بشيء .ارحل ارحل .انت لست في داخلي
اتخذت قراري .
قالوا سلموك للقادم لتزدهر ولترفرف علينا بالخير.
نظرت في عينيك فما رأيت غير هوان ومذلة واستكانة وبؤس.
وفي داخلي مات احساس بأني فيك معهم.
طلبوا مني ان اصيح معهم كما كان زمان فما وجدت صوتي.كيف أمجد ميتا .
انقطع الحبل الرابط قبل ان ينعقد.
اتعبتني الكتابة ولم يعد لي صبر لأكمل لعل من يشاركني أحساسي تكون له رؤيا افضل.
يعز علي أن اضطهد ضعيفا مثلك .
ولكن لست انت الذي أريد: اريد حلما عندما عزت حقيقة.أريد طيفا عندما مات الأمل.
أنت فغريب عني .رضيت بهم وسكت.لم تقاوم
أريد أن استنهض المغتال .لن يموت .إن كانوا دفنوه فإن لي شوق لأعيد له الروح.
أما أنت فليست لي بك حاجة ولا رغبة. أنت مسخ ولن ارتاح بك وفيك.
وطريقي مخالف .
وصيحتي الوحيدة:
من يشتري مني وطن مسخ؟
غدا أستعيد ذاكرتي وأبني وطني.
فمن يسافر معي؟


وإلى هلوسات قادمة بإذن الله
آسف على الهذيان والإزعاج
__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ



رد مع اقتباس