قال الشاطبي :
كل مسألة حدثت في الإسلام فاختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء، ولا فرقة علمنا أنها من مسائل الإسلام، وكل مسألة طرأت فأوجبت العداوة والتنابز والتنافر والقطيعة علمنا أنها ليست من أمرالدين في شيء، وأنها التي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير الآية، وهي قوله تعالى : {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} [ سورة الأنعام الآية 159].
فيجب على كل ذي دين وعقل أن يجتنبها، ودليل ذلك قوله تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} [سورة آل عمران الآية 103 ]. فإذا اختلفوا وتقاطعوا كان ذلك لحدث أحدثوه من اتباع الهوى، فالإسلام يدعو إلى الألفة والتحاب والتراحم والتعاطف، فكل رأي أدى إلى خلاف ذلك فخارج عن الدين " أ . هـ .
والتفسير الذي أشار إليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر به قوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} [سورة الأنعام الآية 159]
هو ما ذكره عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله عليه وسلم : يا عائشة : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا " هم أصحاب الأهواء، وأصحاب البدع، وأصحاب الضلالة من هذه الأمة ! يا عائشة إن لكل ذنب توبة ما خلا أصحاب الأهواء والبدع ليس لهم توبة ! وأنا بريء منهم وهم مني براء !!
|