وقال ابن عباس : " لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب " .
وقال ابراهيم النخعي : " لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين " .
وقال مجاهد : " لا تجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرة كعرة الجرب " .
يعني أنهم يعدون من قرب منهم، كما أن من قارب الأجرب جرب .
وقال محمد بن علي : " لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله " .
يقصد قوله – تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا } [ سورة النساء ، الآية : 140 ] .
وقال مصعب بن سعد : " لا تجالس مفتونا فإنه لن يخطئك منه إحدى اثنتين إما أن يفتنك فتتابعه ! وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه " !!
وقال يونس بن عبيد : " أوصيكم بثلاث : لا تمكنن سمعك من صاحب هوى ، ولا تخل بامرأة ليست لك بمحرم ، ولو أن تقرأ عليها القرآن، ولا تدخلن على أمير ولو أن تعظه ".
وقال أبو قلابة يوصي أيوب السختياني : " يا أيوب احفظ عني أربعاً : لا تقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر، وإذا ذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك فينبذوا فيه ما شاءوا " .
وقال أبو الجوزاء: "لئن تجاورني القردة والخنازير في دار أحب إلي من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء". وقد دخلوا في هذه الآية : {وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور }. [سورة آل عمران ، الآية :119] .
وقد دل على هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال، فإنه قال : " من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " .
والمتعين على العبد – ولا سيما المبتدئ والشاب – أن يبتعد عن الشبه والجدال في الدين، فإن ذلك يجر الى الردى .
|