حيا الله أخانا الفاضل
للعلماء رأي في هذه المسألة، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، وعصر اللسان العربي المبين عند العلماء محدد بما يسمونه بعصر الاستشهاد باللغة العربية، فالعرب حتى ذلك العصر كانوا ينطقون بلسان سليم من اللحن، ومع دخول العجم في الإسلام بدأ اللحن يدخل على اللغة، ودخول اللحن قد يغير المعنى أحياناً وقد يضيعه بشكل كامل في أحيان أخرى، وما جاء التشكيل والتنقيط إلا لحماية القرآن الكريم من لحن أولئك العجم.
أما اليوم فنحن أكثر أعجمية من الأعاجم الأوائل، فابن خلدون البربري كان يجيد العربية أكثر منا، وكذلك البخاري الأوزبكي وأبو حنيفة الأفغاني، بل وفي العصر الحاضر فالإمام الألباني الأوربي الأعجمي يجيد العربية أكثر بكثير جداً من العرب في العصر الحاضر.
واليوم ظهر كثير من العرب ممن يدعون فهم اللغة فقط بانتسابهم إلى قبيلة عربية، فهل نترك القرآن الكريم لهم ليخترعوا معان جديدة لا توافق لسان العرب فقط لأنهم ينتسبون ظاهرياً للعرب؟ أنضيع ديننا بأيدي بعض الجهلاء؟ لذلك كانت قواعد اللغة العربية أحد أسباب حفظ القرآن الكريم، فحينما يأتينا من يريد تغيير معاني الآيات لهوى في نفسه ويصرفها عن معانيها قلنا له توقف وأثبت لنا هذا المعنى من لغة العرب، فإن لم يستطع -ولن يستطيع لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين- نرد هذا المعنى عليه ولا نأخذ به.
أعطيك مثالاً للتوضيح، وهو قول الله تعالى
.gif)
إلى ربها ناظرة

، فـ " نظر إلى " لها معنى واحد في اللغة العربية وهو الرؤية بالعين، وحينما يأتي مبتدع يريد أن ينكر رؤية الله عز وجل ويقول أن " نظر " لها معان متعددة منها الانتظار، حينها نقول له أثبت من قول العرب أن كلمة " نظر " المقترنة بـ " إلى " تأتي بمعنى الانتظار، وبذلك نرد بضاعته الفاسدة (بدعته) عليه.
مثال آخر، وهذا المثال كان في حوار بيني وبين رافضي ادعى أن " من " في قوله تعالى
.gif)
أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً

تبعيضية ويريد بذلك الطعن في زوجات رسول الله

، لكن شبهته (بدعته) ردت عليه ببيان أهل اللغة العربية، وإليك رابط الحوار:
http://www.aljame3.net/vb/showthread.php?t=41874
خلاصة قولي أن اللغة العربية هي أداة لحماية القرآن الكريم من التفسير بالهوى، فبقدر ما نصونها بقدر ما نحمي قرآننا من المبتدعة، والقرآن الكريم لا يتناقض مع قواعد اللغة العربية، فكل القواعد موجودة فيه.
تقبل مروري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.